متى نستخدم العقوبة في تربية أطفالنا ؟
الطفل رزق من الله للأبوين وأمانة أودعها الله لهما يجب عليهما أن يرعياها ويحافظا عليها ويتقيا الله فيها 0
والطفل الصغير أحوج ما يكون إلى العطف والرعاية واللين والرفق في معاملته ، وليعلم الأبوان أن الضرب المبرح وجارح القول لا يخلقان إنساناً صالحاً قادراً على أن يسعد نفسه ويسعد من حوله 0
فالعقاب هو إيلام جسدي ونفسي لتقويم سلوك الطفل ، ويجب على الأبوين ألا يلجآ إلى العقاب القاسي أولاً ولكن عليهما التدرج في أسلوب تقويم الطفل ، فبعض الأطفال تكفيه نظرة عابسة ، وهناك طفل يحتاج إلى أن تعلن الأم عدم رضائها عليه ، والبعض الآخر يحتاج إلى استعمال الزجر والمقاطعة لفترة ، وإذا لم تنفع هذه الوسائل المتقدمة فعلى الأبوين استخدام التهديد بالإيذاء إلى الضرب الخفيف ثم آخر شيء نلجأ إليه هو الضرب الموجع 0
إن الأطفال كثيرو الخطأ فيجب التدرج معهم في استخدام العقاب ربما تجدي إحدى الوسائل المتقدمة مثل النظرة العابسة لذلك لا نلجأ للضرب ، لأننا لو لجأنا للضرب أولاً نكون قد استنفدنا كل وسائل التربية مرة واحدة 0
وبذلك يتعود الطفل على الضرب ولا يجدي معه شيء آخر ، وتبدأ شكوى الأبوين في أن الضرب لا يجدي في معالجة الطفل وتقويمه 0
وليعلم الأبوان أن القسوة المتناهية مع الطفل تعوده على الجبن وعدم مواجهة الآخرين ونحن لا نريد ذلك لأننا نريد رجال المستقبل قادرين على تحمل مسئولية وأعباء الدعوة والجهاد 0
فالعقوبة رغم ضرورتها إلا أنها يجب أن تنفذ بحكمة فلا يسرف المربي في استخدامها ولا يتخطى درجاتها ، كذلك أن تكون العقوبة مناسبة للخطأ ، فلا يجب أن يستخدم الأبوان عقوبة واحدة أو علاجاً واحداً لتقويم اعوجاج الأطفال ، ولكن يجب أن يعامل كل طفل المعاملة التي تناسبه 0
وعند عقاب الطفل بالضرب يجب أن نراعي ألا تكون في حالة غضب حتى لا تتحول العقوبة إلى تشفِ وانتقام وكذلك حتى لا نلحق الضرر بالطفل ، وكذلك علينا أن نتقي الوجه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إذا ضربت فاتقِ الوجه )) 0
كذلك يجب ألا يكون الضرب أمام أحد من الرفقاء أو الضيوف حتى لا نفقده الثقة بنفسه وتكرار هذه العلانية تجعل الطفل لا يبالي بعقوبته أمام الآخرين 0
وليتذكر الأبوان أن تربية الأولاد هي مسئولية مشتركة تقع على كل منهما ويجب أن يتعاونا عليها وأن يتفقا فيما بينهما على الأسلوب الأمثل الذي يناسب طفلهما 0
ندعو الله أن يوفقنا إلى تربية أولادنا تربية صالحة حتى يكونوا رجلا صالحين ودعائم للمجتمع المسلم الذي نسعى إليه 0
هناء محمد