بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيد المرسلين
قال الله تعالى :
( الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش و إذا ما غضبوا هم يغفرون ) الشورى : 37
( و لمن صبر و غفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) الشورى : 43
أختي العزيزة :
هل من المهم أن يكون الناس حولك على صواب و تقوى ؟ أكيد
وهل من الأهم لك أن تكوني أنت على صواب و بريئة أمام ربك ؟
بريئة من الظلم و التقصير ...... الغيبة ...... جميع الآثام ؟
وهل تجتمع الاثنتان لأحد ؟
هل تريدين أن تحاسبيهم ؟
هل عليك حسابهم ؟
اتركيهم لخالقهم . ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) الزلزلة
( لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ) الشورى : 15
و ادعي لهم بالهدية و المغفرة .
ألا يكفيك أن يغفر الله لك ؟ وذلك عندما تغفرين و تدعين لهم بالمغفرة .
اجعلي همك أن لا تخطئ أمام الله .
حاسبي نفسك بصدق لأنك أنت المسؤولة عن نجاتها من العذاب
ولست المسؤولة عنهم (ليس لك من الأمر شيئا أو يتوب عليهم أو يعذبهم....)آل عمران :128
بمعنى : ( اشتغلي بعيوبك و تغاضي عن عيوب الآخرين )من نهج بعض العلماء
هم ليسوا الوحيدين المخطئين , هناك من هم أظلم منهم ، هل تحقدين عليهم أيضا
أم لا يهمك إلا نفسك ومن ظلمها !
لا تغضبي لنفسك
وجهي حقدك نحو العدو الحقيقي .... عدوك وعدوهم وعدونا المشترك
وهو الشيطان
الشيطان الذي يستذلهم وربما يستذلك ويوقع العداوة بين المسلمين
حتى لو لم يبدر منك أفعال أو ردود عدائية تجاههم فإن الحقد الكامن في القلب يشغله عما ينفعه
ويضعف وحدة الإرادة والهدف بين المسلمين ،
كيف نعادي الشطان ؟
جاهدي نفسك في تطبيق : (فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه وليٌ حميم ) فصلت : 34
وجهي مشاعرك فيما يرضي الله
أحب في الله وأكره في الله
لا أغضب إلا لله (هناك قصة رائعة عن سيدنا علي الذي يغضب لله ولا يغضب لنفسه أبدا
سأكتبها في أسابيع لاحقة )
هل تستطعين أن تحزني على من ظلمك بدلا من أن تغضبي منه ؟
إذا علمت أنه سيُعذب في الآخرة بظلمه لك ، وأن الله سيجازيك خيرا عظيما
ولذلك فهو ظلم نفسه . ولن تظلمي عند ربك .
(وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ) الزخرف :76
(وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) النحل :118
ومهما كانت أضرار ظلمهم على حياتك استعيني بالله لتتخلصي منها ولا تحصري تفكيرك في أن فلان السبب وإنما تستطيعين بالتقرب إلى الله أن تعيشي حياة هنيئة ،
بالدعاء والاستغفار الدائم والتقوى والإنابة إلى الله .
ومن الخطر عليك أن لا تجدي أخطاء أو ذنوب تتوبين منها
فلا تظلمي نفسك .
إليك بعض الوصفات المجربة والمضمونة النتيجة لأنها وعد من الله
1ـمن أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا و رزقه من حيث لا
يحتسب )
وهل تريدين أكثر من ذلك !
وما الذي يمنعنا من الاستغفار الدائم !
2ـ قال تعالى : (واصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
ومن ءانائ الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) طه :130
هل لاحظتي الأمر بالصبر في أول الآية ؟
والحل أو الطريقة التي تساعد على الصبر ؟ (سبح : الصلاة وقيام الليل والأذكار والدعاء )
وما النتيجة ؟
نتيجة الصبر والصلاة جميعها والتسبيح في جميع الأوقات والدعاء
النتيجة هي الرضا في الدنيا والآخرة .
وهذا ما يتمناه ويسعى له كل منا .
3ـ اجعلي هوايتك تفسير القرءان ، وطبقي قول ابن القيم :( انزل نفسك منزلة الخاطب )
4ـ حاولي أن تحفظي من القرءان الكريم بنية أن تحفظيه كله وراقبي النور الذي سيملأ قلبك
وبيتك .
إذا لم يخشع قلبك لذكر الله في القرءان
إذا لم تشعرين بالخوف والوجل عند قراءة آيات العذاب
إذا لم يقشعر بدنك ويرجف قلبك في قصص ومواقف من القرءان
فهذه هي المشكلة ، ولا تساويها مشكلة عند المؤمن
قال صلى الله عليه وسلم : (لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي )
(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضو عليها بالنواجذ )
5ـ أبحري في السيرة و السنة النبوية (شرح ـ تطبيق ـ حفظ )
بالله عليك ... أرجوك أن تداومي على أذكار الصباح والمساء و أذكار النوم والاستيقاظ
ـ اتخذي احد كتب الحديث صديقا لك تفتحيه يوميا ولو خمسة دقائق ،
حصن المسلم ـ صحيح البخاري .....
6ـ حاولي أن تبحثي عن أسباب للهم والضيق غير الناس
( غيرالأصدقاء والجيران والزوج وأهله )
مثل :
ـ التقصير في العبادة أو احد الواجبات
ـ السهر الطويل والحرمان من ساعات الصباح
ـ الكلام الكثير
ـ إضاعة الوقت
ـ الوقوع في الآثام كالغيبة
أخيرا اقرئي هذه الكلمات النورانية علها تنير قلبك
( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون
إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنين ) النحل :128
تقبلي تحياتي أختي في الله
والحمد لله رب العالمين .