Almaisam
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Almaisam


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السيرة الذاتية لـلشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
chikho
عضو جديد
عضو  جديد
chikho


السيرة الذاتية لـلشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله 40442111
السيرة الذاتية لـلشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله 49300510
ذكر
عدد الرسائل : 512
العمر : 39
العمل/الترفيه : فاعل خير
المزاج : طاعة الله ورسوله
تاريخ التسجيل : 22/09/2011

السيرة الذاتية لـلشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: السيرة الذاتية لـلشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله   السيرة الذاتية لـلشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله Icon_minitime1الإثنين نوفمبر 07, 2011 6:15 am


الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
(1330 ـ 1420هـ)

اسمه ونسبه ومولدهالسيرة الذاتية لـلشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله A3lam-ashefaa-9

عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز. و"آل باز" أسرة عريقة في العلم والتجارة والزراعة، عُرفت بالفضل والأخلاق الكريمة. ورد في بعض التراجم أن أصلهم من المدينة المنورة، وأن أحد أجدادهم انتقل منها إلى الدرعية، ثم انتقلوا منها إلى حوطة بني تميم.

ولد في مدينة الرياض في 12/12/1330هـ، وترعرع فيها، وشب وكبر في بيئة تتنفس العلم والهدى والصلاح، بعيدة كل البعد عن مظاهر الدنيا ومفاتنها. وكانت الرياض آنذاك معقلاً لكبار العلماء، وأئمة الدين.

بدأ مسيرته التعليمية بالقرآن الكريم، فحفظه، ثم توجه لطلب العلم على يد العلماء، بجد وجلد وطول نفس وصبر.

وكان لوالدته، رحمها الله، أثرٌ بالغٌ، ودورٌ بارزٌ في اتجاهه للعلم الشرعي، وطلبه والمثابرة عليه. فكانت تحثه وتشد من أزره، وتحضه على الاستمرار في طلب العلم، بكل جد واجتهاد.

وقد كان الشيخ عبد العزيز مبصراً في أول حياته، ثم أخذ بصره يضعف في عام 1346 هـ وعمره لم يتجاوز السادسة عشر عاماً، إثر مرض أصيب به في عينيه، ثم ذهب جميع بصره في عام 1350 هـ، وعمره قريب من العشرين عاما. ولكن ذلك لم يثنه عن طلب العلم، أو يقلل من همته وعزيمته، بل مضى في طلب العلم جاداً مجداً في ذلك، ملازما لصفوة فاضلة من العلماء، والفقهاء الصالحين، فاستفاد منهم علماً ومنهجاً، كما أثّروا عليه في بداية حياته العلمية، بالرأي السديد، والعلم النافع، والحرص على معالي الأمور.

ويعد الشيخ ابن باز من أرباب الفصاحة، والعالمين باللغة، خاصة في علم النحو. وتبرز فصاحته في كتابته ومحادثته، وخطبة ومحاضراته وكلماته، فهو ذو بيان مشرق، وأداء لغوي جميل، وهو سهل العبارة، عذب الأسلوب، تتسم عباراته وكتاباته بالإيجاز والإحكام والبيان.

ومن مميزاته وخصائصه الخطابية قدرته على ترتيب أفكاره حتى لا تشتت، وضبطه لعواطفه حتى لا تغلب عقله، ثم سلامة أسلوبه، الذي لا يكاد يعتريه اللحن في صغير من القول أو كبير، وأخيرا تحرره من كل أثر للتكلف والتنطع.

كما عُرف بقوة حافظته وحضور بديهته. وإن نعمة الحفظ، وقوة الذاكرة، هما من الأسباب القوية، بعد توفيق الله عز وجل، على تمكنه من طلبه للعلم، وازدياد ثروته العلمية، المبنية على محفوظاته، التي وعتها ذاكرته في مراحل التعلم والتعليم، وقد حباه الله من الذكاء وقوة الحفظ وسرعة الفهم، مما مكّنه من إدراك محفوظاته العلمية عن فهم وبصيرة.

ومما يؤكد ذلك أنه ربما سُئِلَ عن أحاديث منتقدة في الكتب الستة، وغيرها من كتب السنة، فكان يجيب عليها مع تخريجها وذكر أسانيدها ورجالها، وأقوال أهل العلم فيها. وكان يحفظ الصحيحين، ولا يكاد يفوته من متونهما شيء.

وكان في كلماته ومحاضراته ومواعظه كثير الاستدلال بالنصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، وأقوال أهل العلم الشرعية، يأتي عليها بسياقها ولفظها وتمامها، وهكذا في اجتماعات هيئة كبار العلماء، تجده يذكر المسألة وأقوال أهل العلم فيها، مبيناً الجزء والصفحة والكتاب المنقول عنه القول.

كما يؤكد على قوة حافظته، أنه يميز بين أصوات محبيه وزائريه، مع كثرتهم ووفور عددهم. وكان يورد القصص القديمة، التي وقعت قبل نصف قرن أو أكثر، كأنه مطلع عليها.

كما كان صاحب بصيرة نافذة، وفراسة حادة، يعرف رؤساء القبائل، ويفرق بين صالحهم وطالحهم، كما له فراسة في ما يعرض عليه من المسائل العويصة، والمشكلات العلمية؛ فتجده فيها متأملا متمعنا لها، تُقرأ عليه عدة مرات، حتى يفك عقدتها، ويحل مشكلها، وله فراسة أيضا في ما يتعلق بالإجابة عن أسئلة المستفتين، فهو دائما يرى الإيجاز ووضوح العبارة ووصول المقصد، إن كان المستفتي عاميا من أهل البادية، وإن كان المستفتي طالب علم حريص على الترجيح في المسألة، أطال النفس في جوابه مع التعليلات، وذكر أقوال أهل العلم، وتقديم الأرجح منها، وبيان الصواب بعبارات جامعة مانعة.

لعل من أبرز ما تميز به الشيخ ابن باز، الزهد في هذه الدنيا. فقد انصرف عنها بالكلية. فكان مثالاً يُحتذى، وقدوة تؤتسى، في الزهد والورع وإنكار الذات، والبعد عن المدائح والثناءات العاطرة. وكان يقول في بعض محاضراته، حين يُطنب بعض المقدمين في ذكر مناقبه وخصاله الحميدة، وخلاله الرشيدة: "لقد قصمت ظهر أخيك، وإياكم والتمادح فإنه الذبح، اللهم اجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون".

وللشيخ عبدالعزيز من الذرية، أربعة أبناء وأربع بنات.

أهم شيوخه

الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله.
الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. قاضي الرياض رحمهم الله.
الشيخ سعد بن حمد بن عتيق - قاضي الرياض .
الشيخ حمد بن فارس - وكيل بيت المال بالرياض.
الشيخ سعد بن وقاص البخاري - من علماء مكة المكرمة - أخذت عنه علم التجويد في عام 1355 هـ.
سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ. وقد لازمت حلقاته نحواً من عشر سنوات، وتلقيت عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347 هـ. إلى سنة 1357 هـ حيث رشحت للقضاء من قبل سماحته.

منهجه

من أبرز مقومات منهجه، أنه يقدم دينه والوحي على العقل، ويجعل الرأي تبعا للنص، ويحكّم عقله في لسانه، فلا يصدر حُكماً أو رأياً أو فتوى إلا بعد أن يتحرى ويتروى فيه، وينظر نظرة ذات اعتبار وتقدير في آرائه وفتاويه، ويجعل ميزان الترجيح داخلا في أمور مهمة من المصلحة والضرورة والزمان والمكان والحال، ودرء المفاسد، بل إنه يميّز بين أقل الخيرين وأكثر الشرين مع دفع أعلاهما ضرراً وأضراراً، وبين خير الخيرين وشر الشرين، لذلك غلب صوابه على خطأه في الفهم والاجتهاد.

دروسه العلمية

كان يُلقي دروساً مفيدة قيمة في بابها، تشمل الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد، وموطأ الإمام مالك، وسنن الدارمي، وصحيح ابن حبان، وتفسير ابن كثير، وزاد المعاد، وكتاب التوحيد، وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، والأصول الثلاثة، والدرر السنية، وإغاثة اللهفان، والعقيدة الواسطية، والفرائض، ومنتقى الأخبار وأصول الأحكام، والنخبة - نخبة الفكر - والاستقامة وجلاء الأفهام، وبلوغ المرام، والحموية والسنن الكبرى للنسائي، والعقيدة الطحاوية، ومنار السبيل مع إرواء الغليل، والصارم المسلول على شاتم الرسول، ورياض الصالحين، والرحبية.

وفي هذه الدروس تبرز قيمة تعظيم النصوص الشرعية، والوقوف عندها، والأخذ بالدليل الصحيح، وعدم الالتفات إلى الآراء الشاذة، والأقوال المهجورة.

مؤلفاته وآثاره العلمية

أثرى الشيخ ابن باز المكتبة الإسلامية بمؤلفات عديدة، تطرق فيها إلى جوانب من العلوم الشرعية، والقضايا الاجتماعية والواقعية، فكتب في العقيدة الإسلامية بأنواعها وأقسامها المختلفة، ونبه إلى البدع والمنكرات، وألف في الفقه وأصوله وقواعده، وفي العبادات والمعاملات والبيوع المحرمة، وكتب في الحديث وأصوله ومصطلحاته، وفي الأذكار وفوائدها. كما كتب في التراجم، وعن المرأة المسلمة ودورها في بناء المجتمع، وإنقاذها من براثن الكفر والشبه الضّالة، وفي التشريع والجهاد في سبيل الله، وفي فضل الدعوة إلى الله، ومسؤولية الشّباب المسلم، وفي الحض على الزواج المبكر، كما أنه كتب مؤلفات تدفع المطاعن والشبهات في الدين، وكتب في الغزو الفكري، والقومية العربية، والحداثة الشعرية. وقد تُرجم عدد من مؤلفاته إلى عدة لغات.

وللشيخ ابن باز مكتبة خاصة ضخمة، مليئة بنفائس المصادر والمراجع العلمية، التي لا يستغني عنها طالب العلم والمعرفة، حاوية لجميع الفنون العلمية، فلكل فن قسم خاص به. فتشمل فن الحديث وعلومه ومصطلحاته، وأمهات الكتب الستة، ثم المسانيد، ثم المعاجم، ثم الأجزاء الحديثية، ثم كتب الأحكام الحديثية، ثم كتب التخاريج، ثم كتب الرجال وجرحهم وتعديلهم، ثم كتب الوفيات.. وهلم جرا، كما يمتلك الشيخ ابن باز خزانة خاصة بنفائس المخطوطات، تضم بين أروقتها بعض المخطوطات النادرة. وهذا مما يدل على أنه كثير التثبت في علمه وفقهه، في دين الله.

حياته العملية

بدأ الشيخ عبد العزيز حياته العملية في الدلم معلماً وقاضياً. فعندما كُلّف بولاية القضاء في الخرج، وافق على ذلك مكرهاً، إذ لم يكن راغباً في القضاء، ولا محباً له، ولكنه قبل إلزاماً من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ. واستمر على ذلك أربع عشرة سنة ونيفا، قضاها في قضاء الخرج. ولأن قضاء الخرج يتركز في بلدة الدلم، قاعدة الخرج، فقد استقر سماحته في الدلم، وسكن في بيت القاضي، الذي أوقفه الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي- رحمهم الله- على من كان قاضياً في الدلم.

وكان يجلس للفصل بين الناس، من الضحى حتى صلاة الظهر، وربما جلس أحيانا للقضاء بعد صلاة العصر.

وقد رتّب الشيخ دخول الرجال في مجلس القضاء حسب وصولهم إلى المجلس، وأمر بأن لا يدخل عليه أحد حتى يأذن بالدخول، وساعده في ذلك رجال الإمارة، آنذاك، في تنظيم الدخول.

وقد أدخل السجلات في عمله، بعد أن رتّب مجلس القضاء، منذ ولي القضاء في الخرج. فكان كاتبه في السجلات، يسجل القضايا ووثائق الأوقاف وغيرها، ثم يُعطي صاحب القضية وثيقة بذلك، إذا دعت الحاجة إليه. وكان ذلك قبل تأسيس المحكمة الشرعية في الدلم بصورتها الرسمية، في عام 1368هـ. وقد شُهر بالعدل، إلى جانب الحلم.

وكان يؤدي مهام أخرى، إلى جانب عمله في القضاء، وهي مهام مرتبطة، عادة، بالقاضي ومنها:

خطابة الجمعة في الجامع الكبير في الدلم وإمامته.

العناية بالمساجد وأئمتها والأوقاف.

الاهتمام بالحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

قسمة التركات وتنفيذ الوصايا والولاية على القصر.

حفظ الأموال الضالة، كالحيوانات.

الإفتاء الشرعي في البلد والمملكة عموماً.

عقود الأنكحة.

جهوده في التعليم

خصص الشيخ ابن باز حلقات للتدريس في الجامع الكبير في الدلم والقرى المحيطة به أيام عمله بالقضاء هناك. ثم ما لبثت وفود الطلاب أن تقاطرت على الدلم من أنحاء المملكة. ولم تقتصر تلك الحلقات على الجامع، بل كان هناك حلقة في بيته لبعض الطلاب الملازمين له. فكان غالب يومه في غير أوقات القضاء، يقضيه في الدرس والتعليم والتربية.

وما فتئ يعلو شأنه وينتشر صيته في أرجاء العالم الإسلامي، كعلم من أعلام الشريعة البارزين، حتى توافد بعض الطلاب للدراسة عليه من الأقطار المجاورة (من اليمن وفلسطين والعراق وغيرها). فازداد عدد الطلاب، فلم يعد يجد الكثير منهم مأوى يسكن فيه، عندئذ طلب سماحته من الملك عبد العزيز، رحمه الله، التكرم بالأمر ببناء سكن يأوي إليه الطلبة، فلبى الملك عبد العزيز، طلبه ببناء حجرات قرب الجامع الكبر بمنافعها، لتكون سكنا للطلاب وسمي "بالرباط". ولعدم كفاية تلك الحجرات فيما بعد، استأجر الشيخ عبدالعزيز لبعضهم بيوتاً لسكن عددٍ منهم.

وأصبح من المألوف في ذلك الوقت، وجود طلابٍ من أنحاء المملكة، إلى جانب طلاب من خارجها من (فلسطين والعراق واليمن)، بل إن بعض هؤلاء الذين وفدوا على المملكة طلاباً، طاب لهم المقام في الدلم وتزوجوا منها، وأصبح لهم ذرية.

كان للشيخ عبد العزيز عناية خاصة بطلابه. فإلى جانب تأمين السّكن لهم، سعى في تخصيص مكافآت شهرية لبعض الطلاب المجدين والمغتربين، تشجيعا لهم على مواصلة الدراسة وطلب العلم، ومساعدة لهم على تكاليف الحياة. كما كان يوزع عباءات لبعض الطلاب المتميزين، لتشجيعهم على زيادة طلب العلم. وقد قسّم أوقاته بين القضاء والتدريس، وعُقد له حلقتان في المسجد الجامع الكبير في الدلم، إحداهما بعد صلاة الفجر، في التوحيد والفقه والحديث والنحو والتفسير. فكان يعطي للطلاب ما يناسبهم. فصغار الطلبة والمبتدئين من قصار المتون، وكبار الطلبة من المتون الطِّوال حتى الضحى، ثم يذهب إلى منزله للجلوس للقضاء. والحلقة الثانية بعد صلاة المغرب في الفرائض، وقد اهتم الشيخ بهذا العلم اهتماماً بالغاً، وكان يناقش الطلبة فيما درسوه ليتأكد من فهمهم للمادة العلمية. وبعد أذان العشاء يبدأ درساً آخر في تفسير ابن كثير، حيث يقرأ أحد تلامذته.

كما كانت له حلقتان بعد صلاة الظهر وبعد صلاة العصر، أوقفهما الشيخ بعد مدة لمّا ازدحم برنامجه بالأعمال، وضاق وقته عن الجلوس لهذين الدرسين.

وكان حريصا على ما يلقيه من الدروس، فلا يلقي درسه ولا يسمعه من الطالب حتى يراجع عليه شروحه وحواشيه، وما قاله العلماء عليه، وذلك في الليلة السّابقة للدرس. ولذلك إذا وفد إليه أحد وانشغل عن المراجعة، لم يجلس للطلبة. لذا أقبل الطلاب عليه، واستفادوا من علمه لما اشتهر به من سعة العلم، وحسن الإفادة، وكريم الخلق، ولطف العشرة. ومن الطريف أن بعض الطلاب كان حريصا على حضور درس الشيخ بعد صلاة الفجر، فكثيرا ما ينطلق بعضهم من قبل أذان الفجر مشيا على أقدامهم، من أماكن بعيدة في أطراف الدلم، حتى يصلوا لجامع الدلم عند صلاة الفجر، ومن ثم حضور الدرس.

ولم يكتف بالدروس التي يلقيها في الجامع الكبير، أو في بيته، بل كان حريصا على نشر العلم بطرق كثيرة، خاصة بعد انتشار المدارس النظامية الحكومية. فطلب من ولي العهد، آنذاك، الأمير سعود بن عبد العزيز، الذي كان مشرفا على التعليم، خلال مقابلته له في مكة في موسم الحج لعام 1367 هـ، افتتاح مدرسة ابتدائية في الدلم. فصدر الأمر لمدير المعارف، آنذاك، الشيخ محمد بن مانع، رحمه الله، بافتتاح مدرسة ابتدائية في الدلم، فتم افتتاحها في عام 1368 هـ وسميت المدرسة السعودية الابتدائية ( ابن عباس حاليا ).

وقد أوكل الإشراف عليها لسماحته، يرشح لها المدير والمدرسين الأكفاء. وأخذ الشيخ يحض الناس ويشجعهم على إلحاق أبنائهم في تلك المدرسة، حرصا منه على تعليم الناس الخير، وانتشار العلم ومحو الأمية والجهل. ولحرصه على المدرسة، كان يتفقد أحوالها ويسأل عن أوضاعها، ويشجع القائمين عليها، ويحثهم على بذل المزيد من العطاء.

وكان يحرص دائماً على تجديد الجو العلمي لطلابه، باهتمامه بالتربية البدنية. لذا، عندما دعاه مدير ومدرسو المدرسة السعودية ( ابن عباس حاليا )، وهم بعض طلابه في الحلقات في الجامع، إلى الخروج معهم في رحلة إلى البر في إحدى الرياض المزدهرة، طلب منهم البقاء في البر إلى الغد على حسابه. ثم دعا وجهاء البلد والمسؤولين فيه، فخرجوا واندمجوا مع بعض في رياضات متعددة، إلى جانب الدروس العلمية، التي يلقيها الشيخ عليهم. وكان يجلس لعموم الناس في الدلم بعد صلاة الجمعة في منزله، ويستقبل الجميع ثم يتم قراءة بعض الآيات ويفسّرها، ويعلق عليها، لأن غالبية من حضر قد جاء للاستفادة من الشيخ أو السلام عليه، جاءوا من أطراف الدلم من المزارع لكون غالبيتهم يعملون في الزراعة.

أبرز أعماله وإسهاماته العامة - الرسمية

عمله في التدريس في المعهد العلمي وكلية الشريعة

تولى الشيخ التدريس في المعهد العلمي بالرياض عام 1371 هـ، بأمر من سماحة المفتي العام الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمه الله. ثم بعد ذلك التدريس في كلية الشريعة. وتخرج على يديه أفواج من أهل العلم والفضل. وكان يدرس العقيدة والحديث والفقه، بل حتى النحو قبل أن يأتي الشيخ عبد اللطيف بن سرحان. ويمتاز تدريسه بوضوح الكلام وقلته، والقدرة الهائلة على إيصال المعلومة إلى أذهان الطلاب، بأبسط الطرق وأسهلها. وكان طلابه معجبون بسلامة منهجه، ودقة استحضاره، وقوة ذاكرته، وقدرته على الجمع بين الآراء المختلفة، والأحاديث المتعارضة؛ وتوصيلها بعبارة سهلة واضحة، في جملها وكلماتها.

وكان جاداً في تدريسه وأدائه، مخلصا في عمله وما يقوم به من أعباء ومسؤوليات، ويرى أن التدريس أمانة عظيمة، ومسؤولية جسيمة، لابد من القيام بها.

وله قدرة هائلة في الاستنباط من النصوص، وتوضيح المسائل العلمية، وتوجيه الطلاب إلى مسلك تعظيم الدليل من الكتاب والسنة، وترك أقوال الرجال المخالفة للكتاب والسنة، مع معرفة فضلهم واحترامهم وتقديرهم ومكانتهم في الأمة، ويردد في ذلك قولة الإمام مالك المشهورة : "كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذه الحجرة، يعني النبي صلى الله عليه وسلم".

ويمتاز سماحته بقوة الحجة، ونصاعة البيان. وقد لمس ذلك طلابه جلياً في مناقشاتهم العلمية، أثناء تدريسه لهم. فلربما جاء بعض الطلاب بأقوال لبعض العلماء، فيرد سماحته عليها رداً علمياً قائماً على الأدلة، وأقوال العلماء المعتبرين. وكان، وما زال، آية في الفرائض وعلومها، فقد أتقن مسائلها، وعرف غوامضها، وألف فيها مؤلفه المعروف " الفوائد الجلية في المباحث الفرضية " فاستفاد منه طلابه أشد الاستفادة.

وكان في تدريسه، مثالاً لرحابة الصدر، وإبانة المسائل، وتربية الطلاب على طريقة الترجيح، لا سيما أن مواطن الدرس في كل من الحديث والفقه متفقه. فمثلا يدرس باب الزكاة في الفقه، وباب الزكاة في الحديث، فإذا كانت حصة الفقه، قرر المسألة على مذهب الحنابلة بدليلها عندهم، وإذا كان درس الحديث قرر المسألة على ما تنص عليه الأحاديث، فإن كان المذهب، الحنبلي، وافقه كان تأييداً له، وإذا خالفه أشار إلى وجه الترجيح، ودعا إلى الأخذ بما يسانده الدليل، دون تعصب لمذهب معين. ومما يحفظ لسماحته عدم التثاقل من السؤال، وتوجيه الطالب إلى ما أراده، وربما توقف عن الإجابة وطلب الإمهال، إذا كانت المسألة تحتاج إلى نظر وتأمل، بأن كانت من مواضع الخلاف مثلا، أو كان بعيد العهد بها، أو لم يترجح له فيها شيئاً. فاستمر على ذلك المنوال معلماً ومربياً فاضلاً، وأستاذاً قديراً واسع الصدر، كثير العلم، عظيم الحلم، حتى صدر أمر المفتي العام للملكة الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمه الله، في عام 1380 هـ بانتقاله إلى المدينة المنورة نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية.

في الجامعة الإسلامية: نائباً ورئيسا
ً

عين سماحة الشيخ في عام 1381 هـ نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إلى عام 1390 هـ، ثم بعد ذلك تولى رئاستها من عام 1390 هـ، بعد وفاة رئيسها سماحة المفتي الإمام الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمه الله، إلى عام 1395 هـ.

ولم يقف نشاط الشيخ ابن باز العلمي والعملي، عند حدود الجامعة وحدها، على الرغم من عظم أعبائها، بل امتد إلى الأقاصي البعيدة من وطن الإسلام، ومهاجر المسلمين. فهناك المدرسون الذين ينتدبهم باسم الجامعة للتدريس في أكثر من مؤسسة علمية، أو مدرسة وجامعة أثرية، بخاصة في الهند وإفريقية وباكستان.

وهناك المتفوقون من متخرجي الجامعة، الذين يقدمهم إلى مجلس الدعوة الإسلامية بالرياض، من أجل انتدابهم لخدمة الدعوة في بلادهم وغير بلادهم، وقد تجاوز عددهم المئات، وهم يعملون ليل ونهار في تعليم المسلمين دينهم الحق، وصراطهم المستقيم، وتحصينهم من التيارات الهدامة.

وقد بذل الشيخ قصارى جهده لإمداد المسلمين بالكتب النافعة، التي هم بحاجة إليها، في نطاق التدريس أو المطالعة. واستجابت المؤسسة الحكومية لاقتراحاته، فوضعت لتوزيع الكتب نظاماً شاملاً يتيح لكل منها أن تسهم، في هذا المضمار بالقسط المناسب. وفي الجامعة الإسلامية دار لتوزيع الكتب، تتلقى الكتب والمطبوعات الإسلامية، من مختلف الدوائر المعنية بالدعوة في المملكة للتوزيع على الجهات المحتاجة في مختلف أنحاء العالم، ويعرف اليوم باسم مركز شؤون الدعوة.

وهكذا أصبحت الجامعة الإسلامية، بجهود الشيخ عبدالعزيز، مركز إشعاع ومنبع نور، ومصدر علم وهدى، لا على نطاق المدينة النبوية وحدها، بل على مستوى العالم الإسلامي كله. يضاف إلى ذلك عمله الجاد في توسيع نشاطات الجامعة المختلفة.

رئيساً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

في عام هـ 1395 هـ صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين سماحته في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برتبة وزير. وظل في هذا المنصب مدة ثمانية عشر عاماً، حتى عام 1413هـ.

مفتيا عاما للملكة العربية السعودية، ورئيسا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء

في عام 1413 هـ صدر الأمر الملكي الكريم بتعيينه في منصب مفتي عام المملكة السعودية بالإضافة إلى رئاسة هيئة كبار العلماء، ورئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء. وظل في هذا المنصب مدة 7 سنوات، حتى وفاته في عام 1420هـ بمدينة الرياض.

أعمال خيرية في الهيئات الرسمية

وإلى جانب هذه الأعمال الكبيرة، فللشيخ أعمال خيرية في الهيئات الرسمية، من أبرزها:

. رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

. رئاسة وعضوية المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.

. رئاسة المجمع الإسلامي بمكة المكرمة التابع للرابطة أيضا.

. عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

. عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية.

. عضوية المجلس الاستشاري للندوة العالمية للشباب الإسلامي.

. عضوية الصندوق الدائم للتنمية الشبابية.

أبرز أعماله وإسهاماته العامة - خيرية تطوعية

. جهوده في الدعوة

كان للشيخ عدة نشاطات خيرية، تصب في قالب الدعوة إلى الله والاهتمام بأمور المسلمين، منها على سبيل المثال لا الحصر:


دعمه للمؤسسات والمراكز الإسلامية المنتشرة في كافة أنحاء العالم الإسلامي، التي تقوم بأمور التعليم والدعوة إلى الله، ورعاية شؤون المسلمين، بخاصة الأقليات المستضعفة..


دعمه الملموس للجهاد الإسلامي، ودعوته للمسلمين القادرين على مساعدتهم، خاصة في أفغانستان. والبوسنة والهرسك والشيشان وكشمير وإريتريا والصومال وبورما، وغير ذلك من الدول الإسلامية، وأخيراً في كوسوفا.


اهتمامه البالغ بقضايا التوحيد وصفاء العقيدة، وما التبس على المسلمين من أمور دينهم، ويدرك تلك الأمور من حضر دروسه، أو استمع إلى محاضراته وأحاديثه، أو أطلع على مؤلفاته.


يولى سماحته حفظ وتعليم القرآن الكريم اهتماماً خاصاً، ويحث إخوانه وتلاميذه وأعضاء الجمعيات الخيرية لمضاعفة الجهد في هذا الصدد.


اهتمامه بالدعاة ومساعدتهم وكفالتهم، ويبلغ عدد الدعاة في العالم الإسلامي، الذين يكلفهم الشيخ أكثر من ألفي داعية، وقد وضع لهم بنداً خاصاً بهم من بنود الرواتب.
دعم هيئات الأمر بالمعروف والنهي من المنكر، وتشجيعها وتشجيع أعضائها، وحرصه على استمرار هذه الهيئات، والالتقاء بأعضائها وتوجيههم التوجيه الأبوي السليم، المبني على الرفق والحلم والعلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومراعاة المصالح والمفاسد، وفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مما أثمر عن ذلك هيئات قائمة على العلم من الكتاب والسنة.

. المساهمة في بناء المساجد

للشيخ مساهمة كبيرة في بناء المساجد وتشييدها وإعمارها، ويتمثل ذلك في كتابه للمحسنين، والإشارة عليهم ببناء المساجد في الأماكن المحتاجة من القرى والهجر البعيدة.
لم يكن بناء المساجد محصوراً على المملكة فحسب، بل في كل بقعة من بقاع الدنيا، تجد للشيخ معلماً بارزاً، وأثراً واضحاً، في بناء بيوت الله وإقامتها وإعمارها.


وفاته

في يوم الخميس الموافق 27 محرم 1420هـ، أصدر الديوان الملكي بياناً ينعي فيه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز جاء فيه:

"انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح اليوم الخميس الموافق 27 محرم 1420هـ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن بن عبدالله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، عن عمر يناهز تسعة وثمانين عاماً، إثر مرض ألم به؛ وسيصلى على سماحته حاضراً في الحرم المكي الشريف بعد صلاة الجمعة. وقد وجه خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، بأن تقام عليه صلاة الغائب أيضاً في المسجد النبوي الشريف، وجميع مساجد المملكة بعد صلاة الجمعة، إن شاء الله.

ولقد خسر المسلمون بوفاة سماحته خسارة كبيرة، حيث فقدوا بفقده عالماً جليلاً كرس كل حياته في سبيل العلم، وخدمة الإسلام والمسلمين، على اختلاف أوطانهم، في جميع أنحاء المعمورة.

وإن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، إذ يعزون أسرة الفقيد والشعب السعودي والعالم الإسلامي بوفاته، ليسألون الله، جل وعلا، أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جنته، وينزله منازل الشهداء، إنه سميع مجيب".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sidi-bel-abbes.ibda3.org/
 
السيرة الذاتية لـلشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ خليل الصيفي رحمه الله
» السيرة الذاتية لـلشيخ محمد بن عثيمين
» ترجمة الشيخ العلامة بن جبرين (رحمه الله )
» السيرة الذاتية للإمام الشهيد حسن البنا
» السيرة الذاتية لفضيلة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Almaisam :: ~*¤ô§ô¤*~القسم الإسلامي~*¤ô§ô¤*~ :: الميسم لأعلام السنه والجماعه-
انتقل الى: