Almaisam
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Almaisam


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القلب بين الطب والأدب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبد الله
عضو جديد
عضو  جديد
عبد الله


القلب بين الطب والأدب  2310
ذكر
عدد الرسائل : 481
العمر : 43
العمل/الترفيه : محاسب مالي
تاريخ التسجيل : 30/04/2009

القلب بين الطب والأدب  Empty
مُساهمةموضوع: القلب بين الطب والأدب    القلب بين الطب والأدب  Icon_minitime1الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 4:09 pm

القلب بين الطب .. والأدب



الدكتور حسان شمسي باشا


عندما يعزف القلب أغنية الحياة ، يغزل المحبون والشعراء والفنانون أنسجة القصائد على تداعيات هذه الألحان .

والقلب كتلة من اللحم وزنها في الإنسان الكهل 280 - 340 غ ، وسمي قلبا لكونه في وسط البدن تقريبا ، فقلب كل شيء وسطه وليه . وقال بعضهم سمي قلبا لأن وضعه مقلوب في البدن . فقمته في الأسفل ، وقاعدته في الأعلى . ولكن أحد الشعراء يرأى رأيا آخر:

ما سمي القلب إلا من تقلبه **** والرأي يصرف بالإنسان أطوارا
والقلب أمير البدن بلا منازع ، كل عضو في البدن ، وكل خلية فيه بحاجة إليه ، حتى الدماغ إذا قطع القلب الدم عنه مات بعد 4 دقائق .

أما هو فمستقل بذاته ، يضخ دمه إلى خلاياه عبر شرايينه التاجية . وإذا قطع الدماغ عنه سيالته العصبية ، أمر العقد العصبية المنبثة في عضلته فقامت بوظيفة الدماغ واستفنى عنه .

وينبض القلب في الدقيقة الواحدة وسطيا 70 مرة ، ويضخ 5 لترات من الدم . وفي اليوم الواحد ينبض 100,000 نبضة تقريبا . ويدفع 7200 لترا من الدم .

وإذا عاش الإنسان سبعين عاما ، فإن القلب يكون قد نبض حوالي 3 مليارات نبضة ، وضخ حوالي 200 مليون لتر من الدم طوال تلك الحياة . والقلب هو العضلة الوحيدة التي لا تتوقف عن العمل طوال حياة الإنسان . وإذا كان القلب عند الأطباء مستقرا في مكانه في تجويف الصدر ، فإنه عند الأدباء يتلفت ذات اليمين وذات الشمال .

ويؤكد أديب العلماء الشيخ علي الطنطاوي أن القلب يتلفت ويبصر ويتكلم في عالم الشعر فيقول :

" والقلب يتلفت ، نعم يتلفت ، فلا تصدقوا أخبار العواذل من الأطباء الذين يرجفون بأنه ليس إلا عضلة ملساء .

ولقد مررت على ديارهم **** وطولها بين البلى نهب

فوقفت حتى لج من لغب **** نضوى ولج بعذلي الركب

وتلفتت عيني فمذ خفيت **** عنى الطول تلفت القلب

يتلفت ليرى المنازل وأهلها ، ثم يبعد الركب فلا يرى إلا هيا كلها ، ثم يبعد الركب أكثر فلا يرى إلا دخانها ، ثم ترمي بالركب المرامي فلا يرى شيئا ، عندئذ يبصرها القلب بعينه التي لا يحجبها الناي ولا الليل ولا المنام .

تلفت حتى لم يبن من بلادكم **** دخان ولا من نارهن وقود
وإن التفات القلب من بعد طرفه **** طوال الليالي نحوكم ليزيد

والهوى يتجسم في عالم الشريف الرضي إنسانا ، ويزور الشاعر فينصحه ألا يفارق أحبابه ، فإذا لم يسمع نصح الهوى ، جاء القلب فكلمه وضرب له الأمثال :

ولما تدانى البين قال لي الهوى **** رويدا ، وقال القلب : أين تريد ؟

أتطمع أن تسلو على البعد والنوى **** وأنت على قرب المزار عميد ؟ "

ويؤكد بشار بن برد أن القلب في موطن الهوى يبصر قبل العين ، ويسمع قبل الأذن فيقول :

دعوا قلبي وما اختار وما ارتضى **** فبالقلب لا بالعين يبصر ذو اللب
وما تبصر العينان في موضع الهوى **** ولا تسمع الأذنان إلا من القلب

والعين هي الطريق الموصل إلى القلب كما يقول البحتري :

وما كان حظ العين في ذاك مذهبي **** ولكن رأيت العين بابا إلى القلب
كما أن دموع العاشقين هي الألسنة التي تنطق بها القلوب . يقول ديك الجن الحمصي :

دموع العاشقين إذا توالت **** بظهر الغيب ألسنة القلوب
وفي جراحة القلب يقوم الجراح بشق الجلد بمبضعه ، ثم يقص عظم القص بمنشار خاص قبل أن يصل إلى القلب ليجري عليه عملية جراحية . ولكن سهام " البدور " عند المتنبي تصل إلى القلوب قبل الجلود ‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!

عمرك الله هل رأيت بدورا **** طلعت في براقع وعقود ؟

راميات بأسهم ريشها الهدب **** تشق القلوب قبل الجلود

وفي نفس المعنى يقول كثير عزة :

رمتني بسهم ريشه الهدب لم يضر **** ظواهر جلدي وهو في القلب جارح

وكثيرا ما تحدث الشعراء عن جروح القلب ، فلا مباضع ولا سهام ، بل مجرد تذكر الحبيب كاف لأن يحدث جرحا في القلوب .

قال ذو الرمة :

إذا خطرت من ذكر حية خطرة **** على القلب كادت في فؤادك تجرح
ولعل نظرة من نظرات الحبيب لا تجرح القلب فحسب ، بل تودي بالحياة !! . قال ابن الرومي :

نظرت فأقصدت الفؤاد بلحظها **** ثم انثنت عنه فظل يــهيم

فالموت إن نظرت وإن هي أعرضت **** وقع السهام ونزعهن ألـيم

ومسكين ذلك القلب المجروح ، فحتى شهادته لا تقبل عند الخصام .

يقول الطبيب الشاعر شاكر الخوري :

وسألتها هل بالأكيد تحبني **** قالت : فؤادك شاهد يا روحي

فأحببتها أهل الهوى لن يقبلوا **** أبدا شهادة شاهد مجــروح
وكثيرا ما تتحسن أمراض القلب بالأدوية الحديثة من موسعات لشرايين القلب إلى ما يزيد القلب قوة وعزما ، إلا أن من أدواء القلب ما يزداد نكسا بالدواء !! قال الفاضل اليماني :

لله داء في الفؤاد أجنه **** يزداد نكسا كلما داويته
ولا شك أن الضغوط النفسية الشديدة والمصائب العظام تؤثر سلبا على القلب ، فكم رأينا من حالات " جلطة القلب " ( احتشاء عضلة القلب ) ، ساهم في إحادثها تعرض المريض لضغط نفسي شديد . قال الشاعر :

احرص على حفظ القلوب من الأسى **** فصفاؤها بعد التكدر يعسر
وإذا كان القلب يبدو واضحا على شاشة تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية ( الايكو ) ، فنرى ما فيه من صمامات ، وضعف أو توسع في عضلة القلب ، في انقباضه وانبساطه ، فإن الأطباء يعجزون عن إدراك ما في القلب من أحاسيس ومشاعر .

ويأبى الذي في القلب إلا تبينا **** وكل إناء بالذي فيه يرشح
وقد تصاب عضلة القلب بالتضخم والقساوة ، وخاصة عند المسنين ، أو عند المصابين بارتفاع ضغط الدم الشديد . ولكنه قد يكون قاسيا عند المحبوب ، فلا يحن ولا يلين . يقول صريع الغواني مسلم بن الوليد :

أحب من حبكم من كان يشبهكم **** حتى لقد كدت أهوى الشمس والقمرا

أمر بالحجر القاسي فألثمـــه **** لأن قلبك قاس يشبـــه الحجـرا

ويقال في الأدب : إن أحن القلوب هو قلب الأم ، وأكثرها صفاء قلب الطفل ، وأشدها غلظة قلب الجاحد ، والقلب المريض قلب الكافر ، والضعيف قلب المتردد . والقلب الأسود الذي يختزن الضغينة والإساءة .



خفقان القلب :

والخفقان هو الشعور بضربات القلب ، أو الإحساس بوجود ضربات سريعة وقوية في القلب .

ويحدث الخفقان عادة إثر القيام بجهد عنيف ، أو عند الانفعال الشديد ، أو لدى التعرض لخوف مفاجئ .

وقد ينجم الخفقان عن اضطراب بالتسرع فجأة ، ويخفق بضربات سريعة وكأنه يركض . ويشعر المريض عادة بهذا التسرع إذا ما ازدادت ضربات قلبه عن 100 ضربة في الدقيقة .

وأكثر أسباب الخفقان شيوعا القلق والخوف ، وأمراض أخرى غير أمراض القلب ، كالحمى أو فرط نشاط الغدة الدرقية وغيرها . ولكن ينبغي التأكد من عدم وجود حالة فرضية في القلب .

وقد تصل سرعة ضربات القلب إلى 200 ضربة في الدقيقة ويسمى " التسرع ما فوق البطيني " .

وهذا عمران بن حطان يعير الحجاج بن يوسف الثقفي لأنه نكص عن ملاقاة " غزالة " فقال :

أسد علي وفي الحروب نعامـة **** فتخاء تنفر صفير الصافــر

هلا برزت إلى غزالة في الوغى **** بل كان قلبك في جناحي طائر
صدعت غزالة قلبه بفوارس **** تركت مدابره كأمس الدابـــر

وكثيرا ما عبر الشعراء عن إحساسهم بالخفقان لدى رؤية المحبوب أو البعد عنه . فهذا الشريف الرضي فارق محبوبه فصار قلبه يعدو كالحسان السريع حتى كاد يطير .

أشكو إلى الله قلبا لا قرار لــــه **** قامت قيامته والناس أحيـــاء

إن نال منكم وصالا زاده سقما **** كأن كل دواء عندكــــم داء

كأن قلبي يوم البين طار بـــه **** من الرقاع نجيــب الساق عداء
وقال ابن المعتز يصف ما أحدث الفراق في قلبه وجسمه :

ومتيم جرح الفراق فـــؤاده **** فالدفع من أجفانه يتدفــق

بهرته ساعة فرقة فكأنمــــا **** في كل عضو منه قلب يخفق

أما ابن زيد فيدعو على قلبه أن لا يسكن ولا يهدأ من الخفقان فيقول :

إني ذكرتك بالزهراء مشتاقــا **** والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا

لا سكن الله قلبا عن ذكركم **** فلم يطر بجناح الشــــوق خفاقا

ويصف علي بن الحسين الخفقان السريع الذي ينتابه ، وكأنه الطائر الذي تخفق أجنحته في صدره وهو يبحث عن طريق للفرار ، والجواغ الذي تطبق عليه من كل جانب . وكثيرا ما يشعر المريض أثناء الخفقان بضيق في صدره ، وانقباض في جوانحه :

كأن فؤادي طائر بين أضلعي **** يريد فرارا والجوانح تطـبق

كأن عدا أبي حوله شرك لـه **** تنسب فيه فهو للخوف يخفق
وهذا عروة بن حزام يصف ما انتابه من خفقان من حب عفراء :

على كبدي من حب عفراء قرحة **** وعينان من وجدي بها تكفــــان
كأن قطاة علقت بجناحــــها **** على كبدي من شدة الخفقــــان



أجارنا الله وإياكم من الخفقان وسلم القلوب من كل داء !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
somaiah
صاحبة الموقع
صاحبة الموقع
somaiah


القلب بين الطب والأدب  356810
انثى
عدد الرسائل : 2605
تاريخ التسجيل : 01/02/2009

القلب بين الطب والأدب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: القلب بين الطب والأدب    القلب بين الطب والأدب  Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 29, 2010 2:24 pm

بارك الله فيك اخي عبد الله
موضوع مميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almaisam.yoo7.com
 
القلب بين الطب والأدب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Almaisam :: ~*¤ô§ô¤*~القسم العام~*¤ô§ô¤*~ :: الميسم للمواضيع العامه-
انتقل الى: