موضوع: إن العبد ليذنب الذنب فيدخله ذنبه الجنة؛ السبت أبريل 25, 2009 10:13 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جـــــــاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال " إن العبد ليذنب الذنب فيدخله ذنبه الجنة؛ فقيل : يــــا رسول الله ؛ كيف يدخله ذنبه الجنة؟ قال : لا يزال نصب عينيه تائبا منه هاربا منه حتى يدخله الجنة"
وقيل لسعيد بن جبير : من أعبد الناس ؟ قال : رجل أصاب من الذنوب فإذا ذكرها اجتهد ...
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه قال : " خياركم كل مفتتن تواب "
ومن هنا تأتي الرعاية لحقوق الله عز وجل ؛ والقيام بها على أكمل وجه ؛ وقد جاء في الحديث : " يعجب ربك للشباب ليست له صبوة" أي : يسر به ويعظم قدره عنده لأن التعجب على وجهين: إحداهما** : المحبة ؛ بتعظيم قدر الطاعة ؛ والسخط بتعظيم قدر الذنب في الجرأة والوجه الثاني** : الاستنكار للشيء؛ والجاهل الذي لم يكن يعرف الشيء فلما رآه أستنكره ؛ وتعجب منه وروي في بعض الحديث عن شريح " أن للشاب الناشيء على عبادة ربه ومحبته أجر سبعين صديقا" وروىمعاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " أن الله عز وجل يقول (( أيها الشاب الباذل شبابه لي ؛ التارك شهوته من أجلي ؛ أنت عندي كبعض ملائكتي ))
فمن أطهر من هذا قلبا ؟ أو من أولى بالمعونة والتوفيق ممن لم يرتكب الذنوب عند بلوغه ؛ ونشأ على طاعة ربه وعبادته ؛ واعتاد القيام بحقه .
قال الله تعالى (( والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا )) (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )) صدق الله العظـــــيم فوعدهم الله تبارك وتعالى أن يحملهم على الطريق المستقيم ؛ ويريهم الحق جهارا سرمديا. ..... .وإنما هذا على حسن المعونة ؛ وسرعة الإجابة والهداية والسداد والتوفيق ؛ والاكتناف بالعصمة فما لبث هذا التائب إلا يسيرا حتى يقبل الله عز وجل عليه بمعونته فيغلب على هوى نفسه ؛ ويقوي منه ضعفه ؛ ويميت منه دواعي شهواته ؛ فيقهر العقل منه الهوى ؛ ويغلب العلن منه على الجهل ؛ فإذا غفل عن الذكر سها عن الفكر ؛ نازعته نفسه فمال إلى بعض الزلل الذي لم يعر من مثله الصالحون عند غفلاتهم وسهوهم
ثم يرجع إلى الله عز وجل بقلب طاهر من الرين والدنس ؛ قد فطمه عن عادته ؛ وأعقبه بالخوف من الأمن والاصرار ؛ وبالرجاء الصادق من الغرًة والتسويف ؛ فهو من سالف ذنوبه هارب ؛ لرحمة ربه طالب ؛ حتى يلقاه وهو من العذاب آمن .....
أخوانــــــــــي ..... من ترك ما يهوي قلبه وتشتهيه نفسه مما كره ربًه ؛ فقد احتجب عن النــار واستوجــب الحلول في جــــوار اللــــــــــه
انتهى ********************************** اللهم أجعلنا مع الذين يخشون ربهم بالغيب - وادخلنا الجنة مع الابرار المتقين يــــــاربـــــ العالمـــــــــــــــــين