:soma:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إخوانى وأخواتى إن الابتلاء هو سنة من سنن الله عز وجل فى كونه وملكه , دوماً ما يختبر الله عز وجل بها عباده الصالحين المؤمنين .
فالايمان كلمة لا تقال باللسان ولا يصدقها العمل , بل الايمان هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل.
ومن هنا جرت سنة الله فى كونه أن يبتلى عباده وذلك ليعلم صدقهم , ويقربهم إليه
حيث أن الله عز وجل يحب دوماً عبده الشكور الصابر المحتسب الذى يشكر ربه فى السراء والضراء فى وقت الراحة قبل وقت الشدة .
لذلك فإن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر , فالناظر أحبتى إلى أحوال المسلمين وغير المسلمين قد يجد أن الكافر قد أوسع الله عز وجل عليه فى رزقه ويمتلك من الخيرات ما لايمتلكها العبد الصالح وأهل الطاعة , هكذا ننظر بهذه العين إلى أحوالنا
ولكن حاشا لله أن يترك عباده هملاً , لا بل إن الله يعطى الدنيا للكافر , ويعطى الدين للمؤمن فيبتليه الله عز وجل حتى يرفع درجاته ويكفر عنه سيئاته ويزيد له فى حسناته .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد" رواه مسلم
قال تعالى" أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنوا وهم لا يفتنون"، وكما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال، قلت : يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء ؟ قال : (الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة).
وفي حديث آخر أخرجه الطبراني في معجمه الكبير عن أخت حذيفة بن اليمان فاطمة أو خولة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل).
وابتلاء الله لعبده بالاختبار والامتحان؛ والبلاء : الاختبار يكون في الخير والشر، قال تعالى: "ونبلوكم بالشر والخير فتنة"، وصور ابتلاء الخير بالعافية والصحة والمال ونحو ذلك، قال تعالى: "ليبلوني أأشكر أم أكفر" كما جاء ذلك على لسان سيدنا سليمان.
والأمر الذي يُحدث اللبس، هل ما يقع في حياتنا من شر هو ابتلاء أم عقوبة، وقبل أن نطوف حول هذا المعنى أسوق بعض صور الابتلاءات التي تحمل في ظاهرها للعبد الشر، كما ذكره الله تعالى في قوله : (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
وقبل أن أحاول فك الاشتباك بين الابتلاء والعقوبة، نقف عند بعض ما ورد في الكتاب والسنة من نصوص عن العقوبة، قال صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليحرم الرزق بذنبه يصيبه"، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وقوله أيضا: "والله ما اختلاج عرق ولا عثرة قدم ولا نسيان علم إلا بذنب". إلى آخر النصوص الكثيرة في هذا الباب.
إذن كيف يتسنى للإنسان أن يحاول أن يعرف ما يقع من مصائب في حياته، هل هي عقوبة أم ابتلاء؟
وإذا نظرنا إلى قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: "لو نودي يوم القيامة أنه لن يدخل النار إلا واحد لظننت أنه عمر، ولو نودي أنه لن يدخل الجنة إلا واحد لظننت عمر"، فما علاقة ذلك بالابتلاء والعقوبة؟، تبين لنا تلك المقولة أن لدى عمر رضي الله عنه "رجاء عظيم في رحمته" يجعله لا ينفك أن يكون من أهل الجنة، وأن لديه أيضا خوف من الله، يجعله لا ينفك أن يعتبر نفسه واحد من أهل النار.
فمن هذا المنطلق، نقول إذا كان العبد على معصية وأدركته بعد ذلك مصيبة في نفسه وأهله، فإن ما حدث هو من آثار المعصية، كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى تلك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور ... ونور الله لا يعطى لعاص
أما إذا كان الإنسان على طاعة وقرب من الله عز وجل، ثم وقعت له مصيبة، في نفسه أو أهله، فإن هذا يكون من باب الابتلاء والاختبار.
وقد يكون الابتلاء والعقوبة من باب التذكرة والإنذار للعبد بمراجعة نفسه، وعلاقته بالله عز وجل، قال تعالى: (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ، وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآَمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) .
قال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء ينتظرالرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء
و قال رسول الله :( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض ) رواه الترمذي
ومن الأمور التي تخفف البلاء على المبتلى وتسكن الحزن وترفع الهم وتربط على القلب :
(1) الدعاء:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه، لكن يخففه ويضعفه، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة.
(2) الصلاة:
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حزبه أمر فزع الى الصلاة رواه أحمد.
(3) الصدقة
وفى الأثر "داوو مرضاكم بالصدقة"
(4) تلاوة القرآن:
" وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين"ا
(5) الدعاء المأثور:
"وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون" وما استرجع أحد في مصيبة إلا أخلفه الله خيرا منها .
إخوتى فى نهاية حديثى أرجو من كل واحد منكم ان يقف مع نفسه وقفة , يراجع فيها نفسه ويحاسب فيها نفسه , ويحاول أن يعتبر فيما أصابه وما أحل به
فإن كنت ياأخى تسمع الأغانى وتترك الصلاة وتعاكس فى بنات المسلمين , وتفعل المنكرات , ولا تطيع الله وتعق والديك وأصابك الله بمصيبة فاعلم أنها رسالة من الله لك بأن تسارع بالتوبة والندم , ففى الحديث الشريف لا ينزل البلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة
فبادر أخى بالتوبة والإنابة واستغفر الله من تلك الذنوب التى أصابتك بالبلاء فإنك على خطر عظيم إن لم ترجع وتتوب ,
أخى وياأختى لا نجعل الحب وسيلة لأن نكتسب بها الذنوب والمعاصى وينزل بنا البلاء , ولنجعل هذه المشاعر الرقيقة فى موضعها ولمن يستحقها ممن ارتضيناها يكون زوجاً أو تكون زوجة لنا
وأنت يامن تتاجر بالربا أما يكفيك ما حل بالكرة الأرضية جميعاً من كوارث عصفت بكثير من البنوك والشركات الاقتصادية العملاقة وجعلت الكثير منها يعلن الافلاس.
وأنت يامن تفعل الكبيرة التى حرمها الله فى سورة الاسراء وأمرنا أن لا نقترب منها أما آن لك أن تتوب , إن فيروس الايدز يقتل الملايين سنوياً ألا نعتبر ونتوب .
وأنت يامن تتاجر فى أرواح المواطنين وتستورد القمح المسرطن واللحوم الفاسدة وكل ما هو فاسد أما أآن لك أن تتوب حتى يرفع الله عنا وعنك البلاء والوباء .
ونحن معاشر الشباب هل نتقى الله فى أنفسنا وفى مشاعرنا ونحاول أن نعف أنفسنا ونحيا شبابنا فى طاعة الله عز وجل قبل أن تصيبنا الأمراض التى لا علاج لها فتجعلنا فى كهولة مفندة لو لم نتوب .
وأنت ياأبى وأنتى ياأمى أما آن لكى وآن لك أن تربوا أبنائكم على الشرع والمنهاج الصحيح حتى لا يبتليكم الله بأبناء عاقين يذيقكونكم شر العقوق عند الكبر .
ياكل من على ظهر الأرض هل رجعتم لاسلامنا ولديننا بنظرة عاقل , وبنظرة سائح يطلب الحقيقة , لتعرفوا أنه هو الحل لكل مشاكلنا وكل مشاكل الكرة الأرضية .
إن إنفلونزا الخنازير صورة من صور العقاب الإلهى لكل من أعرض عن ذكر الله عز وجل ومنهاجه , وهو الآن اصبح وباء عالمى , العالم بأسره مهدد بالإصابة به فهل طلبتم الحقيقة ؟؟ والله لو طلبتموها لوجدتوها فى شرعنا
أما أنت أيها المسلم التائب , أيها الأواب يامن تراعى الله عز وجل فى كل شئ وتحاول تتقى الله فى كل أمر من أمور الدنيا وأصابك الله بنقص من الأموال أو ضيق فى الرزق فاعلم ياحبيبى بأنه الابتلاء الذى يرفع الدرجات واعلم بأنك تسير على نهج الصالحين والأنبياء , فهم أكثر الأناس الذين تعرضوا للإبتلاء حتى يستحقوا العيش فى دار السعادة فى الآخرة .
فانظر لنفسك أخى واحكم على نفسك هل أنت من أهل البلاء أم من أهل الإبتلاء
اللهم اغفر لى ولأمتى .....اللهم اغفر لى ولأمتى .........اللهم اغفر لى ولأمتى
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك