واحة الأحساء تنافس ضمن عجائب الطبيعة السبع تضم أكبر حقل بترول وأخصب تربة وأروع مناخ"واحة الأحساء" معجزة طبيعية خطفت أنظار العالمواحة الأحساء كما تبدو من جبل قارة ذو التكوينات الجيولجية الفريدة
الهفوف: الوطن
تعتبر "واحة الأحساء" من أكبر الواحات الزراعية في العالم ، وتضم أكثر من 2.5 مليون نخلة، تنتج آلاف الأطنان من أفخر أنواع التمور في العالم ، وفيها أكثر من 30 عيناً مائية جوفية ما بين باردة وحارة وكبريتية.وتقع الواحة في الركن الجنوبي الشرقي للسعودية، وتشغل الجزء الجنوبي من المنطقة الشرقية، وتضم حاضرة الأحساء وبها 6 مدن رئيسة و22 قرية.وتبعد الواحة مسافة 40 كيلو متراً عن الخليج العربي "شاطئ العقير"، ويتراوح ارتفاعها ما بين 700متر إلى صفر فوق سطح البحر، وتعتبر أرضاً مسطحة بصفة عامة، أما مناخها فهو حار جاف صيفا، بارد ممطر شتاء، والجو صحو في الغالب، وتصل درجة الحرارة في الصيف إلى 48 درجة، فيما تنخفض في الشتاء حتى 10 درجات تقريبا، وتهطل الأمطار موسمية في فصل الخريف.
الطيور المهاجرة تتخذ من بحيرات الواحة محطة استراحة أثناء تنقلها من شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها أثناء تحولات الفصول
ويوجد في الواحة أكثر من 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية تعود لأكثر من 30 ألف مزارع ، وبها مليونين ونصف المليون نخلة تنتج أفضل أنواع التمور في العالم كالخلاص والرزيز والشيشي، بالإضافة إلى إنتاج الأرز الحساوي ذي الجودة المتميزة والكثير من الفواكه والخضار.
منظر عام لنخيل الواحة التي يصل تعدادها لنحو مليون ونصف المليون نخلة
وتم إنشاء مشروع الري والصرف بالأحساء للعمل على تقنين توزيع المياه على المزارعين في الواحة وفق أسس علمية، للاستفادة من العيون الطبيعية وإنشاء شبكات قنوات خرسانية بطول 500 كيلو متر, وكذلك شقت الطرق الزراعية بطول 200 كيلو متر لخدمة المزارعين، وصيانة قنوات الري والصرف بشكل دائم.
نخيل الواحة تنتج مئات ألاف الأطنان من أنواع التمور المتميزة
وتوجد في واحة الأحساء أكثر من 30 عينا تتدفق بالمياه طبيعيا، ومن أهم هذه العيون: باهلة، البحيرية، القريات، الحقل، الحارة، الحويرات، الجوهرية، الخدود، أم سبعة، صويدرة، وتم تحويل بعض هذه العيون إلى مسابح، وتم تجهيزها بتقنيات تساعد هذه العيون على إمداد قنوات الري بالمياه بعد أن تراجعت مستويات تدفقها، أما عين نجم ذات المياه الكبريتية الساخنة فقد تم تحويل موقعها إلى متنزه سياحي ومشتل لزراعة الأشجار والنخيل تابعة لإدارة الحدائق والتجميل في بلدية الأحساء.
ويعد مسجد جواثا من أهم المواقع الأثرية والسياحية في الواحة، حيث إنه ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة في الإسلام بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتم تحسين منطقته وتحويلها إلى مقر سياحي يقصده العديد من الزوار.
ومن المواقع الأثرية أيضا قصر إبراهيم الأثري في حي الكوت، ومتحف الأحساء الوطني، ومتنزه الأحساء الوطني.
لكن ابرز الظواهر الطبيعية جبل القارة، بجانب جبل الأربع وهو عبارة عن تلال صغيرة تبعد عن الهفوف نحو 20 كيلو متراً باتجاه طريق قطر، ويزورها هواة الرحلات البرية وهواة التسلق بالسيارات. كذلك تقام بالقرب منها سباقات الخيل، بالإضافة إلى وجود مضمار لسباقات الهجن.
ويتميز جبل القارة بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة، التي تخالف أجواء الطقس السائدة خارج الجبل فكهوفه باردة صيفا ودافئة شتاء، بجانب وجود حياة فطرية كبيرة، وبحيرة تعرف باسم "بحيرة الأصفر"، وشاطئ رملي يعرف باسم"شاطئ العقير"، وميناء العقير التاريخي، ورمال الربع الخالي الذهبية، كما يوجد بالواحة أكبر حقل للبترول في العالم وهو حقل "الغوار" العملاق، وفيها مخزون كبير من الغاز الطبيعي، وأكثر من 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية.
تكوينات جيولوجية فريدة في أطراف الواحة
وتضم واحة الأحساء 3 أقسام تضاريسية رئيسية هى:
الهضاب: وتتكون من هضبة الدبدبة وهضبة الصمان ونفود الجافورة والمساحات الصخرية في منطقتي سلوى والعقير وتشكل مساحتها 45.6% من المساحة الإجمالية للمحافظة، وتتراوح ارتفاعاتها من 100- 400 م فوق سطح البحر.
الصحارى "العروق الرملية": وتتكون من الربع الخالي وبمساحة 640 ألف كم2 وصحراء الدهناء وبمساحة 80 ألف كم2 وتشكل الصحارى 40% من مساحة المحافظة.
السهل الساحلي على الخليج العربي: ويمتد من العقير شمالاً إلى سلوى جنوباً بطول 150 كم وبعرض ما بين 6 - 16 كم ، ويشكل 12% من مساحة المحافظة، فضلاً عن ذلك هناك السبخات والوديان، ويتراوح ارتفاع المحافظة ما بين 700م إلى صفر فوق سطح البحر. وتعتبر أرض واحة الأحساء بصفة عامة مسطحة وتميل في اتجاه الشرق.
أما طبوغرافية واحة الأحساء فهي مستوية وتنحدر نحو الشرق بمعدل 15م لكل 15 كم ونحو الشمال الشرقي بمعدل 30م لكل 20 كم، وترتفع الواحة 150م عن سطح البحر.
وتتميز "واحة الأحساء" بميزة نسبية كبيرة من حيث موقعها على الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية للمملكة، حيث تعد أقرب المناطق لدول مجلس التعاون الخليجي، وتقع بها الحدود مع كل من قطر والإمارات العربية المتحدة وعمان إضافة إلى أهمية موقعها على الخليج العربي في أجزائها الساحلية بين العقير وسلوى.
وتنافس "واحة الأحساء"، من ضمن أكثر من 300 موقع طبيعي في العالم للدخول ضمن عجائب الدنيا الطبيعية السبع ليكونوا إلى جانب عجائب الدنيا السبع التي تم اختيارها العام الماضي، وعجائب الدنيا السبع هي التي للإنسان تدخل مباشر فيها، أما عجائب الطبيعة هي المواقع الطبيعية التي ليس للإنسان تدخل مباشر فيها مثل الجبال والأنهار والوديان والواحات وغيرها. وقد دخلت الأحساء المنافسة في المسابقة بمكوناتها الطبيعية المختلفة.
وجاء ترشيح الواحة من قبل خبراء عالميين لتكون الواحة من ضمن 77 موقعا عالميا متميزا، تتنافس في المرحلة الأولية لتقليص عدد المواقع المتميزة في المسابقة إلى 21 موقعاً متميزاً في العالم، وفي التصويت للمرحلة الثانية سيتم ترشيح 7 مواقع متميزة.
واستضاف الموقع الإلكتروني للتصويت في العام الماضي مسابقة عجائب الدنيا السبع، حيث تجاوز عدد المصوتين 100 مليون شخص.
وسيمنح فوز الواحة في المسابقة ، الأحساء بوجه خاص والسعودية بوجه عام، موقعاً على الخارطة السياحية الدولية، وستكون محط أنظار العالم، وعندها تتجه أنظار المكاتب السياحية في العالم، حيث ستنظم الرحلات إلى الأحساء، وستملأ صور الأحساء صفحات الانترنت، وعندها ستنشط الأماكن السياحية الأخرى في السعودية، مما سيرفع من التوسع الاقتصادي في البلاد.