وقــد حــذر النبـــي صلى الله عليه وسلم مـن الكذب وبيَّن سـوء عاقبتــه فقــال: «.. وإن الكـذب ليهـدي إلـى الفجـور، وإن الفجــور ليهــدي إلــى النــار، وإن الرجـل ليكــذب حتــى يكتــب عنــد الله كذابـاً» [ متفق عليه ].
وبيَّن صلى الله عليه وسلم أن الكـذب مـن صفـات المنافقيــن فـي قولــه: «آيـة المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب ، وإذا وعـد أخلف وإذا اؤتمـن خــان» [ متفق عليه ].
وإخـلاف الوعــد وخيـانـة الأمـانـة أيضـاً مـن الكـذب، فكـأن الصفـةالرئيــسة للمنافق هـي الكذب والكذب مَمْحَقَةٌ للبـركـة مـن الكسـب كماقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اليمين الكاذبـه منفقةٌ للسلــعة، ممحقـةللكسبِ» [ متفق عليه].
يشعـر بذلك كثيـر مـن التجــار والبائعيــن الذيـن يروّجــون سلعهـم بالغــش والكذب، فإنهـم يكسبــون أمـوالاً طـائلـة، ومـع ذلك فقد نزعــت البركــة مــن أمـوالهم فلا ينتفعــون إلا بالشــيء القليل منهــا، لأن الله عزوجــل يمحــق مـا جــاء عن طريق الكــذب والخــداع.
والكذب محــرمٌ وإن كــان على سبيــل المـزاح، لقول النبي صلى الله عليهوسلم: «ويـلٌ للذي يحــدّث فيكذب، ليضحــك بــه القـــوم، ويــل له، ويــل له» [ أحمـد وأبوداودوحسَّنه الألباني].
بـل إن الكذب محـرم ولو على الطفـل الصغيــر، وهذا ممـا يتهـاون به كثيرٌمـن الآباء والأمهــات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مـن قال لصبي: تعالى هاك ثم لم يعطـه فهـي كذبــة» [ رواه أحمد وقال الالباني حسن لغيره].
وهذا لأن الطفــل يلتقـط مــن أبيــه وأمــه كل شــيء فإذا تعــود الكــذب منهمــا، نشــأ على الكــذب وصــار سجيــة له كمـا قيــل: