تروي إحدى زوجات وجهاء المجتمع أنها حضرت وليمة مقامة بمناسبة زفاف إبنة عم زوجها ، و كانت بنات تلك العائله تتمتع بالجمال ، أما هي كما تذكر عن نفسها فهي قصيره بدينة سمراء، شعرها خشن وعيونها صغيرة .
وما أن وطئت قدماها صالة الزفاف وقلبت عينيها في الحاضرات يمنة ويسرة حتى ضاقت عليها الأرض بما رحبت ، تذكرت زوجها الوسيم وتساءلت كيف اختارها هي كزوجه له و لم يختار من بنات أعمامه الجميلات !!!
فانزوت بعيداً عما لذ وطاب وهي ترقب الغاديات والرائحات فهذه ذات قامة جذابة وتلك صاحبة ملامح جميلة وأخرى .. يا الله .. صوت يخاطبها جرته من أعماق قلبها أين زوجي منهن ؟ !
لم تطق صبراً ، هاتفت زوجها وطلبت منه الحضور لأخذها من الفرح وفي الطريق سألها عن أخبار الزواج فأجابت بقلب مليء بالحزن : على ما يرام فقال لها : ما رأيك أن أحضر لكِ مشروبا بارداً (تحديداً سفن آب) لعلك أتخمت بسبب الطعام وما علم أخينا بأن زوجته في قمة الضيق بسبب ما رأت .
وبعدما نزل من السيارة قالت لنفسها : أختبره لأرى رأيه فيَّ ، ركب الزوج السيارة وأعطاها السفن فقبضت عليه قبضةً تعبر عن انقباضة قلبها ، ثم قالت : يا فلان رأيت في الزواج امرأة صغيرة العينين قصيرة المقامة ، متينة ، سمراء اللون جعداء الشعر فالتفت إليها بسرعة قائلاً لها : اتق الله يا إمرأه لأن الله أعطاك الجمال تحقرين غيرك !!
فمن شدة المفاجأة و فرحتها بنظرة زوجها لها فتحت علبة السفن وشربتها جرعة واحدة
و أنا أقول لك عزيزتي بأن الجمال جمال الروح و القلب و اللسان و ليس جمال الوجه فقط
منقول