تجاهد بثياب العرس

تجاهد بثياب العرس

أسلمت أم حكيم بنت الحارث المخزومية يوم الفتح العظيم ، وفر زوجها عكرمة بن أبي جهل وهو على كفره إلي اليمن ، فاستأذنت الرسول صلي الله عليه وسلم أن تلحق به مسلماً بإذن الله ، فإذن لها ، وعادت أم حكيم بزوجها عكرمة ، ليعلن انسلاخه من جاهليته ويدخل في دين الله ، أم حكيم الزوجة الوافية المؤمنة .

وفي اليرموك سجل عكرمة رضي الله عنه أنصح صفحة في تاريخ حياته المؤمنة الشامخة بالإسلام العظيم ، حين وقف وقد كاد المسلمون ينكشفون عن مواقعهم ، يصيح في الرهط المؤمن : من يبايع على الموت ؟ ، فيبايعه أربعمائة من أبطال المسلمين ، ويقاتلون الروم قتال من يطرق أبواب الجنة بشوق ، فيتساقط الشهداء ، ويسقط عكرمة رضي الله عنه شهيداً في الخالدين .

أما أم حكيم الحارث،الزوجة المؤمنة الوفية ، وقد احتسب الزوج الشهيد عند الله عز وجل

ويتقدم بعض رجالات قريش لخطبتها ، ومنهم الصحابي خالد بن سعيد بن عاص رضي الله عنه فترضاه زوجاً من بينهم ، وهي التي تعلم شغفه بالجهاد وطلبه للشهادة ، يشد أزرها وتشد أزره في معارك الجهاد ، ويطلب خالد من أم حكيم أن يعرس بها في مرج الصفر، فتقول له وقد أستحوذ حب الجهاد على قلبها وعقلها : أفلا تنتظر يا خالد حتى يهزم الله جموع الروم التي تحيط بنا ؟ ، فيجيبها خالد : يا أم حكيم ، إن نفسي تحدثني أني مقتول في غدي ، قالت :- فأفعل ما تري يا خالد .

وأعرس خالد بأم حكيم عند القنطرة التي بالصفر - والتي سميت فيما بعد قنطرة أم حكيم - فلما أصبحا

أولم لرهطه وليمة ، وما كاد ضيوفه يفرغون من طعامهم ، حتى نزلت بهم الروم من كل جانب وقد صفو صفوفهم ، ولم يلبث خالد بن سعيد أن سقط شهيداً في سبيل الله0

وتجلدت أم حكيم وقد فجعت بزوجها خالد ، بعد أن فجعت من قبل بزوجها عكرمة ، وشدت عليها ثياب عرسها ، وبرزت إلي ميدان المعركة ، وكان القتال على أشدة بين الفريقين ، وطال أمد القتال ، حتى إقترب من مكانها بجوار خيمته ، فلم ترد بأن تتخلي لهم عن مكانها ، وإنما وقفت كالطود الشامخ فضلاً عما يمور في صدرها من غضب على الروم بسبب قتلهم لزوجيها الحبيبين ، كان إحساسها بهذا الأمر يؤجج لهيب حماسها ، وإذا بها تنظر حولها بحثاً عن أي سلاح تخوض به غمار هذه الحرب الضروس فلا تري سوى عمود خيمتها ، فلم تتردد أن اقتلعت عمود الفسطاط الذي أعرس بها خالد تحته ، واندفعت نحو قتلة زوجها خالد تقاتلهم بعمود الفسطاط قتالاً شديداً ، فقتلت به سبعة من صناديدهم ، وتنتهي المعركة بنصر مؤزر لجيش المسلمين، وهكذا لقيت ربها بملابس عرسها .. سير أعلام النبلاء للذهبي

يا الله

جزيتي كل الخير أختي الكريمة
ورحم الله والديكي

قصة من أجمل القصص
سلمت الايادي

بارك الله فيكِ وجعله الله في ميزان حسناتكِ