من تراكيب النخلة في القرآن الكريم ورد في القرآن الكريم الوصف التفصيلي لتراكيب النخلة وشكلها الظاهري , وأهم ذلك ما يلي :
1- جذع النخلة . قال تعالى : ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً ) [مريم: 25] . وقال تعالى : ( وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء ) [إبراهيم: 25]
تضمن القرآن الكريم العديد من الآيات القرآنية المبينة للشكل الظاهري للنخلة من حيث الجذر ، والساق ، والأوراق ، والأزهار ، والثمار كما يلي :
أ- الساق :
قال الله تعالى : (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ) [ق: 10] وباسقات أي : طوال(1) ، فقد بين الله سبحانه وتعالى أن للنخلة ساق طويلة تختلف عن الساق القزمية والساق القرصية , والساق القصيرة ، وأنها ساق قائمة تختلف عن السيقان الضعيفة الزاحفة والمتسلقة والملتفة .
والساق الطويلة ترفع الأوراق الطويلة المتكاثفة للنخلة إلى الوضع الأمثل للامتداد الأفقي للورقة ونموها ، والقيام بعملية البناء الضوئي ، ورفع الثمار إلى الوضع الأمثل للنمو والنضج والبعد عن الرعي الجائر والإصابة بالأمراض الأرضية الفطرية والبكتيرية والفيروسية والحشرية الموجودة في التربة .
والساق الطويلة تساعد على زراعة النخيل كمصدات للرياح في حواف المزروعات كما قال تعالى : ( وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ ) [الكهف: 32] كما أن طول الساق مع وجود هالة علوية من الأوراق يتيح الفرصة للزراعة البينية بين سيقان النخيل كما قال تعالى : ( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً ) [الكهف: 32] فالزرع بين الجنتين وبين النخيل على الحواف .
قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي(2) :" ومن النخل الباسقات ، أي : الطوال ، التي يطول نفعها وترتفع في السماء حتى تبلغ مبلغًا لا يبلغه كثير من الأشجار " (انتهى) .
ب- الجذع :
وللنخلة عادة جذع واحد قوي كما قال تعالى : ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ) [مريم: 25] ، وهذا الجذع اسطواني غير متفرع عادة مغطى بقواعد الأوراق التي تنتظم في شكل درجات تسهل ترقي وصعود النخلة ، وهذه الصفة المعجزة مقصورة على نخل البلح حسب علمي .
ومن النخيل صنوان أي نخلات يجمعها أصل واحد كما قال تعالى : ( صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ ) [الرعد: 4] .
والصنو : هو النظير والمثيل ، ويطلق على الفسيلة المتفرعة من غيرها من أصل شجرة واحدة ويطلق صنوان على الكثرة ، والصنو أصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد ، وإذا كانت نخلتان أو ثلاث أو أكثر أصلها واحد فكل منها صنو ، والاثنان صنوانٍ ، والجمع صنوانٌ ، وبذلك فإن غير الصنو ، وغير صنوان تطلق على نباتات ذات أصول مختلفة . (كما جاء في معجم النبات من قاموس القرآن الكريم) .
ج- الورقة :
وللنخلة أوراق خضراء مركبة ريشية تشبه ريشة الطيور تتكون من وريقات مدببة الطرف رمحية كاملة الحافة متقابلة الوضع على العرق الوسطي للورقة (الجريدة) ، وتوجد للأوراق أغماد تحيط بالساق تنفصل منها المادة الليفية الحمراء (ليف النخيل) وهي أوراق دائمة لا تسقط إلا إذا قطعها الإنسان كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمن كشجرة لا يتحات ورقها ) " أي لا يسقط ورقها " .
قال ابن عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة .. حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هي النخلة ) أخرجه الشيخان مع اختلاف يسير .
2- جذر النخلة : قال تعالى ( أصْلُهَا ثَابِتٌ ) وهو جذر عرضي ليفي ممتد لمسافات طويلة تصل 200متر .
3- أكمام النخلة(3) : وهو ما غطى جمارها من السعف والليف والجذع ، فالعذق والطلع قبل أن يخرجا مغلفان في أكمام ، قال تعالى : ( وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ) [الرحمن: 11] .
4- ثمره النخلة : والثمره هي ما ينتج عن عملية التلقيح والإخصاب ونمو المبيض والجنين قال تعالى : ( انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ) [الأنعام: 99] .
ورد ذكر ثمرات النخيل في القرآن الكريم :
رطبًا مرة واحدة ، وطلع نضيد مرة ، وقنوان دانية مرة ، والأكمام مرة ، وطلعها هضيم مرة وقطمير مرة ، ومختلفًا أكله مرة ، وكلها خصائص وصفات لثمار نخيل البلح .
وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتفكر والتدبر والنظر العلمي إلى ثمار النخيل وغيرها فقال تعالى : ( وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) [الأنعام: 99] . فهي دعوة قرآنية للنظر العلمي في الثمار النباتية وخاصة النخيل .
قال تعالى : ( وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ ) [الأنعام: 99] . والطلع : هو أول ما يخرج من الكيزان وهو عبارة عن الأزهار المذكرة والأزهار المؤنثة الموجودة داخل الإغريض في النورات .
وهي دانية : أي قريبة من المتناول بحيث يسهل الوصول إليها ، وقطع المذكر منها ونقله إلى المؤنث لتتم عملية التلقيح والإخصاب ووفرة الإنتاج ، وإذا لم ينقل حبوب اللقاح إلى الأزهار المؤنثة بالتأبير بواسطة الإنسان شاص الثمر وأصبح غير صالح للاستهلاك الآدمي المتميز .
وقال تعالى : ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ * رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ) [ق: 10-11] .
ونضيد : متراكم بعضه فوق بعض وهذه حقيقة علمية ، فالأزهار والثمار توجد على الشماريخ وهي محور النورة الذي يحمل عشرات الثمار المتراكبة على بعضها والمتزاحمة لكثرتها وكثرة الشماريخ .
وقال تعالى : ( وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ ) [الأنعام: 141] .
ومختلف أكله : أي ثمره المأكول في الهيئة والكيفية(4) وهذه حقيقة علمية حيث يوجد في العالم أكثر من ألفي صنف من ثمار النخيل وهي قابلة للزيادة وللتكاثر بالبذور مختلطة الصفات .
5- شطء النخلة : وهو ما خرج حول أصولها وهو الفسيلة ، كما قال تعالى : ( وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ) [الفتح: 29] وهذا ما فصلناه في موضوع الفسائل وعدالة أهل البيت والصحابة ، وفي موضوعنا ( كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ) معجزة علمية(5) .
6- طلع النخلة : وهو أول ما يرى من عذق النخلة ويتمثل بالشماريخ التي تحمل الأزهار وهي أعضاء التذكير في الزهرة وتحمل حبوب اللقاح بداخلها (6) . قال تعالى : ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ) [ق: 10] ، ( سبق شرح ذلك ).
7- العرجون : هو أصل العذق الذي يحمل الشماريخ التي تحمل الثمار بعد التلقيح والإخصاب وتكوين الثمار ، والعرجون حامل للشماريخ في النورة المؤنثة(7) ، قال تعالى : ( حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) [يس: 39] .
8- الفتيل : الخيط الرقيق (المفتول) في شق التمرة كا قال تعالى : " وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً " (النساء 49) .
9- القطمير : القشرة الرقيقة على النواة(8) ، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ) [فاطر: 13] .
10- القنو : هو العذق بما فيه من الرطب ، وهو الشماريخ بما تحمله من ثمار رطبة(9) . قال تعالى : ( وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ ) [الأنعام: 99].
11- النقير : هو الثقب الموجود في ظهر غلاف البذرة ويحدد مكان الجنين ومنه يدخل الماء إلى الجنين عند الإنبات ويخرج منه الجذير ، قال تعالى : ( وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً ) [النساء: 124] .
12- النواة : هي بذرة الثمرة , وهي بذرة من ذوات الفلقة الواحدة بها جنين صغير يتكون من الجذير والرويشة والغذاء المدخر .