حين يعم المساء أرجاء المعمورة ,, فكلاً يتباين شعوره
فهذا يفرح بقدوم المساء وهذا يتضايق بحضوره
فالمساء يجمع من فرقهم الصباح
وكذلك يزيد من تفرقوا بالجراح والمساء ساتر للعيوب والأخطاء
والنهار عيونه كثيرة و فاضح
ويسعد البعض فيصبح ليلهم جميل مليء بالمرح المباح
وعند البعض ليس سوى صمت تقطعه الكلاب بالنباح
وعند البعض ليس سوى ظلام تضاء فيه المصابيح
وعند البعض ليس سوى ظلام تخرج فيه الأشباح
وهناك من ينتظر المساء محملاً بشوق كالسماء
وهذا ليله قارساً كالشتاء يزيده جروحاً وبكاء
وهذا مشتت أجزاء بسبب فراق الأصدقاء
وهذا يسهر ليله يتقلب كأنه على رمضاء
لا ينام من التفكير ولاينعم بالاسترخاء
وهذا من يفتح الملفات السوداء لكي يصحح الأخطاء
وهذا من زاده الليل إغواء حتى ظل طريق الضياء
وهذا زاده الهم إنحاء فالتجآ إلى ربه بالدعاء
وهذا يتأمل للنجوم والفضاء فيذكره القمر بتلك الحسناء
وهناك من يردد ما قاله الشعراء يلين بها قلوب الجفاء
فتنساب بالقلوب كالماء لتروي قلوب قاحلة كالصحراء
تحولها إلى مروج خضراء مليئة بالحب والعطاء
وهذا يكتب أشعار البقاء يترنم على وعود الوفاء
يستعيد بها ذكريات النقاء بعد ما انقطع بينهم اللقاء
ليالينـا مـاذا فعلنـا لترينا
هذا العذاب فمنه قـد ارتوينا
فلا الدمع ارجع جميل ماضينا
ولا هو خفف من عظيم أحزاننا