صبغة الميلانين...

صبغة الميلانين
إن كثيرا من المرضى المترددين على قسم الأمراض الجلدية يعانون من مشاكل زيادة لون الجلد وغمقانه في أماكن متعددة من الجسم وقد تكون مشكلة عامة ، وسوف نستعرض اليوم ماهى الأسباب والأعراض وطرق الوقاية من ذلك .
قبل الشروع في مناقشة هذا الموضوع لابد أن نعطى القارئ فكرة وجيزة ومبسطة عن تلوين الجلد الطبيعي ونتحدث عن خلايا التلوين الموجودة في جلدنا .

يتكون جلد الإنسان من طبقتين من البشرة والأدمة ( طبقة ما تحت البشرة مباشرة) ، فالبشرة تتكون من أربع طبقات من الخلايا ، وتوجد خلايا التلوين
Melanocytesفي الطبقة الأولي من البشرة (الخلايا القاعدية) ويوجد لهذه الخلايا نتؤات صغيرة على شكل اذرع تمتد بين طبقات البشرة الأخرى ، ويوجد بهذه النتؤات حبوب صغيرة تسمى حبوب التلوين Melanosomesوظيفة هذه الحبوب إعطاء كل إنسان اللون الطبيعي له ، حيث أن هذه الحبوب تفرز يوميا و باستمرار صبغة الملانين Melaninالى الخلايا المجاورة في طبقة البشرة ، ويختلف
إفراز هذه الصبغة من إنسان إلى آخر ، فإذا كان لونه اسمرا فمعنى ذلك انه توجد حبوب تلوين كثيرة سوف تفرز صبغه اكثر وعلى ذلك يكون لون الجلد اسمرا ، والعكس صحيح في حالة البشرة الفاتحة اللون .
ولكن في بعض الأحوال و الظروف الخارجية أو الداخلية التي يتعرض لها جلد الإنسان تؤدى إلي زيادة أو نقصان في إفراز حبوب التلوين أو مادة التلوين في بشرة الإنسان في مناطق معينة ، أي أن خلايا التلوين تنشط في عملها وتؤدى بالتالي إلى زيادة لون الجلد واسوداده ، أما في
في حالة خمولها أو وقوفها عن العمل فان ذلك يؤدى إلى ظهور بقع فاتحة خالية من اللون وهذا ما يعرف بالبهاق .

أسباب زيادة لون الجلد :
يعتمد زيادة لون الجلد كما ذكرنا على نشاط خلايا التلوين ، فهناك حالات مرضية وغير مرضية تكون مصاحبة لزيادة بلون الجلد .
إن تعرض جسم الإنسان لأشعة الشمس لمدة طويلة تجعل لون الجلد في المناطق المعرضة للشمس اسمرا وهذا شئ طبيعي لان الجسم بذلك يحمي نفسه ، ويرجع زيادة لون البشرة الى أن الأشعة الفوق بنفسجية الموجودة بأشعة الشمس تؤدى الى تنشيط خلايا التلوين ومن ثم الى إفراز صبغة الملانين التي ذكرناها سابقا . ولكن في حالات عديدة عند التعرض للشمس لفترات طويلة يؤدي الى ظهور الكلف و النمش بالوجه مما يسبب ضيقا وإحراجا للشخص المصاب أو السيدة المصابة.
النمش:
يظهر النمش
Frecklesعلى شكل بقع بنية صغيرة في بعض العائلات خصوصا ذوي البشرة الشقراء ، ولا يعتبر النمش مرضا في حد ذاته إذ انه ينتج عن استعداد وراثي من مجموعات صغيرة من الخلايا الملونة في بؤرات معينة من البشرة إذ تزيد من تكون صبغة الميلانين عند التعرض للشمس ولذلك فان النمش يظهر في المناطق المكشوفة فقط من الجلد مثل الوجه و الرقبة و الصدر واليدين و تزداد حدته في شهور الصيف وتقل تدريجيا في فصل الشتاء ، وللوقاية من النمش يجب على المريض الحرص على الإقلال من التعرض للأشعة الشمس و استخدام الكريمات الواقية و المانعة لأشعة الشمس ( Sunscreen cream )، ويمكن استخدام الكي الكهربائي السطحي لبعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج بالكريمات وتكون تحت إشراف طبي .


الكلف :
يتميز الكلف
Melasmaبظهور بقع بنية اللون في المناطق المكشوفة من الجسم خصوصا لدى السيدات ولكنه قد يظهر في بعض الذكور . ويظهر الكلف نتيجة لزيادة في نشاط خلايا التلوين في مناطق معينة وتحدث هذه الزيادة في نشاط الخلايا نتيجة التعرض للشمس من ناحية و للتغيرات الهرمونية التي تحدث بصورة طبيعية خصوصا أثناء الحمل أو أثناء النضج الهرموني عند الإناث من ناحية أخرى . ويساعد استعمال المكياج و العطور و الروائح وبعض أنواع الصابون على زيادة اللون الغامق و انتشار البقع ، وننصح السيدات بعدم التعرض للشمس والإقلال من استخدام هذه المواد حتى تختفي بقع الكلف ، وعادة ما تختفي بقع الكلف بعد فترة تتراوح من شهر الى سنتين ، ويعتمد ذلك على استخدام العلاج الموضعي من كريمات مهبطة لخلايا التلوين النشطة في منطقة الكلف ، وهناك أنواع كثيرة من هذه الكريمات منها الحديث والقديم التي يمكن أن تساهم في سرعة اختفاء هذا الكلف ، وتستخدم آلان طرق حديثة تسمى التقشير الكيميائي Chemical peelingلعلاج الكلف المزمن ، وننصح نحن أطباء الجلد السيدات عدم اللجوء الى استخدام هذه الطريقة إلا تحت إشراف طبيب أمراض جلدية
، حيث أن كثير من صالونات التجميل وللأسف تلجا الى استخدام هذه الطريقة دون دراية طبية الى الآثار الخطيرة التي يمكن أن تسببها هذه المواد الكاوية مثل مادة الفينول ومادة التراى كلورواسيتك اسيد المستخدمة في عملية التقشير .

الهالات السوداء تحت العين :
تعرف هذه الهالات بالدوائر السوداء حول العين وهي من المشاكل الجلدية الشائعة التي يصادفها يوميا طبيب الأمراض الجلدية ، وتتميز بزيادة في لون الجلد المحيط بالعين وقد يمتد هذا اللون ليصيب الحاجبين و الخدين ، ومن أهم أسبابها الوراثة و الإجهاد الجسماني وقلة النوم خاصة إذا صاحب ذلك ضعف في التغذية كما تظهر أحيانا بسبب التوتر النفسي ، أو قبل نزول الدورة الشهرية لدى السيدات .


ويعتمد علاج هذه الحالة على الالتزام بالنوم لفترة كافية ، والاهتمام بتناول غذاء صحي و تناول الفيتامينات وبالأخص تناول فيتامين ج ( Vit-C ) ، والامتناع عن وضع مساحيق المكياج على هذه المنطقة .

إسوداد الجلد بأعلى الفخذين و الإبطين :
شكوى متكررة .. وينشأ هذا السواد بسبب التهاب الجلد في هذه المنطقة ويرجع ذلك للاحتكاك المتكرر للفخذين أو الإبطين ببعضهما أثناء السير.
وتكثر مشاهدة هذه الحالات في الأشخاص البدناء ،لاسيما السيدات ذوات البشرة السمراء . ومن الثابت علميا أن يكون غمقان الجلد في هذه المنطقة سببه الإصابة بالتينيا الفخذية (نوع من أنواع الفطريات التي تصيب المناطق الرطبة والقليلة التهوية بالجسم وتكون مصاحبة بحكة شديدة ) .
ويعتمد علاج هذه الحالة على تخفيف الوزن لتقليل الاحتكاك ، ويفضل استعمال ملابس داخلية قطنية طويلة لامتصاص العرق ولمقاومة احتكاك جلد الفخذين ، ويمكن كذلك استخدام بودرة الأطفال أو بودرة مضادة للفطريات إذا كان هناك احتمال الإصابة بالفطريات . و للتخلص من اسوداد الفخذين والإبطين ، يمكن استخدام عدة كريمات لتبيض الجلد و التي تحتوي على مادة الهايدروكوينون (
Hydroquinone ) المعروفة .
الشواك الاسودادي Acanthosis nigricans :

مرض جلدي متكرر الحدوث ، يتميز بفرط التقرن (أي زيادة في خشونة الجلد ) وبروز نتؤات جلدية مع اسمرار لون الجلد ، ويمكن تقسيمه الى أربعة أنواع :
-
الشواك الاسودادي الحميد .

-
الشواك الاسودادي المصاحب لأمراض داخلية أخرى .

-
الشواك الاسودادي الكاذب .

-
الشواك الاسودادي الخبيث .
ومنشأ الشواك الاسودادي غير مفهوم جيدا حتى الآن ، ويمكن أن يكون للمرض أساس هرموني للمرضى الذين يعانون من اضطرابات في الغدد ، أو من الأورام في المرضى الذي يعانون من وجود أورام ... ولزيادة العرق و الاحتكاك دورا في تولد المرض في البد ناء ذوى البشرة السوداء . إن الشواك الاسودادي الحميد يبدأ عادة في الطفولة ويصيب الإناث أكثر من الذكور .. وتحدده صفات وراثية جينية . والنوع الثاني فهو الشواك الاسودادي المصاحب لأمراض داخلية أخرى ، فهذا النوع يكون مصاحبا لأمراض بالجسم مثل أمراض الغدد النخامية وزيادة إفراز الغدة الدرقية وأمراض الكبد .
أما عن النوع الذي يكثر مشاهدته هو الشواك الاسودادي الكاذب

(Pseudo-Acanthosis nigricans)
وهو عادة يصيب البالغين البد ناء ذوى البشرة السمراء . والنوع الرابع و الأخير فهو الشواك الاسودادي الخبيث وهذا النوع نادر الحدوث وهو غالبا ما يصاحب ورما غدديا سرطانيا في 60% من الحالات ، أو يكون مصاحباً لمرض هودجكن (سرطان بالغدد الليمفاوية ).
وعادة ما يكون الورم السرطاني الخبيث موجوداً في الجهاز الهضمي وغالبا ما يكون في المعدة ، وقد يحدث الشواك الاسودادي تقريبا في نفس الوقت أو قد يسبق أو يعقب حدوث السرطان .
ويتميز هذا المرض بظهور طفح جلدي سميك ذو سطح متعرج اسود اللون في الأنواع الحميدة و الخبيثة على السواء ويصيب خاصة الثنايات الجلدية مثل تحت الإبطين ، وحول الرقبة ، وأعلى الفخذين .. كما يمكن أن تصاب الأغشية المخاطية و العينين و الشعر و الأسنان في النوع الخبيث ...
العلاج : يعتمد علاج الشواك الاسودادي أساسا على علاج الأمراض الداخلية ، إلا في الحالات التي تصاحبها أورام يمكن علاجها جراحيا . وفى علاج الحالات الحميدة يمكن استخدام مركبات موضعية مثل مراهم السالسيسلك ومراهم حامض الريتنويك . أما الشواك الاسودادي الكاذب فيمكن أن يختفي بإنقاص الوزن

وانا بتصفح عالنت قرات مكمل لموضوع صبغة الميلانين واشمل مع شرحه بالاعجاز القرآني فاحببت ان أضيفه للموضوع وان اطلت عليكم سامحوني لكنني وجدت فيه معلومات جديدة





إنها عجائب القرآن التي لا تنقضي، وأسراره التي لا تنتهي، وأحدثها ما وصل إليه العلماء عن ظاهرة الشيب، هل يتوقع أحد أن القرآن تناول هذا الموضوع بالدقة العلمية الرائعة؟ إذاً لنقرأ....





توصل باحثون من ألمانيا وبريطانيا إلى أن زيادة إنتاج سائل بيروكسيد الهيدروجين أبرز الأسباب التي تقف وراء الإصابة بالشيب مع تقدم العمر، أما الأسباب الأخرى فتتعلق بعوامل نفسية ووراثية. والعجيب أن القرآن تناول موضوع الشيب في ثلاث آيات الأولى تشير إلى حدوث تفاعلات كيميائية تسبب الشيب، والثانية تشير إلى العوامل النفسية كالخوف الشديد، والثالثة تشير إلى عامل الوراثة والتقدم في السن، وهذا يطابق تماماً ما كشفه العلماء في أحدث دراسة عن أسرار الشيب.

مادة بيروكسيد الهيدروجين H2O2

وهي سائل شفاف أثقل من الماء يؤثر على الجلد فيحرقه، وهو سائل يشتعل بشدة إذا تعرض للحرارة (بحدود مئة درجة مئوية). ويستخدم هذا السائل بتركيز 3 % من أجل صباغة الشعر وكمطهر طبي، ويستخدم أيضاً كوقود للصواريخ (مصدر للأكسجين من أجل سهولة الاشتعال). هذه المادة القابلة للانفجار والاشتعال يزداد تركيزها مع تقدم السن وبالتالي تحدث تفاعلات كيميائية تؤدي إلى ظهور شيب الرأس.

لأول مرة العلماء يكتشفون سرّ الشيب

في بحث نشرته مجلة ASEB الأمريكية Federation of the American Societies for Experimental Biology صرح البروفيسور هاينز ديكر من معهد الفيزياء الحيوية التابع لجامعة يوهانس جوتنبيرغ أن البحث الذي شارك فيه باحثون من جامعة برادفورد في بريطانيا تعرَّف ولأول مرة على آلية شيب الشعر أو تحوله إلى اللون الأبيض. وكان سائل بيروكسيد الهيدروجين المعروف بوصفه مادة مبيّضة للشعر نقطة بداية البحث. حيث اكتشف فريق البحث أن هذه المادة تزداد وتتضاعف مع تقدم الإنسان في العمر، وتراجع كفاءة جسمه بشكل يؤدي إلى صعوبة تحويلها إلى ماء وأكسجين. وهو ما يؤدي بدوره إلى منع تكون مادة الميلانين التي تنتجها الخلايا الصبغية. الجدير ذكره أن هذه المادة تشكل مصدر ألوان الشعر والعين والجلد.



كما نرى تتألف الشعرة من ثلاث طبقات، وتقوم الطبقة الأولى والثانية بتخزين المواد الملونة (الميلانين)، وهي التي تعطي الشعرة لونها. ويوجد نوعين من الميلانين غامق وفاتح، وحسب نسبة المزج بينهما تأخذ الشعرة لونها. وتبدأ هذه العملية عندما يكون الجنين في بطن أمه، وتستمر معه حتى يشيخ. ويبين الشكل الأعلى خلايا الميلانين المختصة بصناعة الأصباغ اللازمة للشعر والجلد.

يخضع الشعر لتأثير العديد من الهرمونات فيزداد نموه بزيادة إفراز هرمون الثيروكسين من الغدة الدرقية لدى النساء والرجال، بينما يقلّل هرمون الإستروجين الذي يفرزه المبيض عند النساء من نمو الشعر.

تستمر عملية نمو الشعر نحو أربع سنوات عند الرجال وست سنوات عند النساء ليبلغ طول نمو الشعر نحو 80 سم. وبعد النشاط الحادّ تبدأ البصيلة بمرحلة الراحة التي تستمر من ثلاثة إلى ستة أشهر قبل أن تبدأ بالعمل ثانية، فتكوّن شعرة جديدة تدفع القديمة خارجاً لتسقط.

يعتمد لون الشعر على مدى نشاط الخلايا الملونة التي تفرز مادة الميلانين البنية اللون. فسواء كان الشعر أشقراً أو داكناً يرجع إلى كمية الميلانين المنتجة وطريقة توزيعها. أما الشعر الأحمر فيحتوي على صبغة إضافية غنية بالحديد.



صورة حقيقية لخلية melanocyte وهي ترسل مادة الميلانين إلى الخلايا حيث يتحكم نشاط الخلايا الملونة والتي تفرز مادة الميلانين في لون الشعر. ويتكون الشعر من ألياف رقيقة مركبة من البروتينات ويظهر في جسم الجنين خلال الشهرين الأولين من عمره ويتركز في الحواجب والشفة العليا والذقن. أما شعر باقي مناطق الجسم فيظهر في الشهر الرابع ويتكون من لب وقشرة والطبقة الكيراتينية والغلاف الجدري الداخلي. يبلغ العدد الإجمالي للشعر في الإنسان زهاء الخمسة ملايين شعرة منها 100.000 – 150.000 في فروة الرأس. ويفقد الإنسان نحو مائة شعرة يومياً يتم تعويض 90 بالمائة منها من خلال النمو الجديد.

بعض حالات الشيب تكون مؤقتة

لا يعني ظهور الشيب مطلقاً التقدم بالسن. فقد يظهر الشيب قبل البلوغ أو بعد ذلك نتيجة ظروف معينة. كما أن الاستعداد الشخصي والعوامل النفسية والوراثية لها أثر مهم في ظهور الشيب المبكّر. كما تجدر الإشارة إلى أن بعض حالات الشيب المبكر تكون مؤقتة، إذ قد تعاود الخلايا الملونة نشاطها مرة أخرى بعد زوال المؤثر، وبالتالي يعود لون الشعر إلى وضعه العادي. أما إذا كان المؤثر على الخلايا الأم (الكيراتينوسايتس) التي تنتج الخلايا الملونة، فإن فرصة إعادة تلون الشعر تكاد تكون معدومة وتستمر الشعرة فاقدة لونها.

وتؤكد العديد من الدراسات أن العامل النفسي يمكن أن يؤثر على الشيب، فالخوف الشديد يمكن أن يؤدي إلى تعطيل تشكل مادة الميلانين بسبب انخفاض كفاءة الخلايا في القيام بالتفاعلات الحيوية اللازمة، وبالتالي نرى أطفالاً أو شباباً في سن صغيرة وقد شاب شعر رأسهم.

تأثير مادة بيروكسيد الهيدروجين على ظهور الشيب

زيادة تكوّن مادة بيروكسيد الهيدروجين مع تقدم العمر يؤدي إلى ظهور الشيب! ويشرح البروفيسور ديكر موضحاً فكرة البحث ويقول: "إن سائل بيروكسيد الهيدروجين يتكون بمقدار بسيط في كل أنحاء جسم وشعر الإنسان، ثم تأخذ هذه المادة في الازدياد مع تقدم الإنسان في العمر. حيث تقل كفاءة الجسم في تحويل هذه المادة إلى ماء وأكسجين." وقد أوضح فريق البحث أن سبب ذلك يرجع إلى نقص حاد في تركيز أنزيم "كاتالاز" داخل الخلايا وهو الأنزيم المسئول عن عملية تحويل بيروكسيد الهيدروجين.

إن مادة H2O2 تتمكن في تلك الحالة من التأثير على وظيفة أنزيم آخر يدعى "تيروزيناز" بشكل كبير لدرجة تجعل الخلايا الصبغية عاجزة عن تكوين مادة الميلانين. وبهذا يفقد الشعر لونه تدريجياً من جذوره حتى أطرافه. وأخيراً ذكر البروفيسور ديكر أن فريق البحث بصدد التوصل إلى مستحضر لعلاج الخلل الذي يصيب الخلايا الصبغية في البشرة، والذي يؤدي أيضاً إلى حدوث مرض البهاق. فالميلانين ليس مسئولاً فقط عن لون الشعر، ولكنه مسئول كذلك عن لون العين والبشرة.

وملخص الحقيقة العلمية المكتشفة حديثاً

إن هذه المادة تنتج في جميع أنحاء الجسم نتيجة العمليات الحيوية داخل الخلايا، وتنتج أيضاً في بصيلات الشعر، ولكن كميتها قليلة وتزداد تدريجياً مع تقدم العمر. حيث يعجز الجسم عن تفكيك هذه المادة إلى ماء وأكسجين وذلك بواسطة الأنزيم catalyse حيث يقلل الجسم من إنتاج هذا الأنزيم مع تقدم السن. ولذلك فإن المادة H2O2 تهاجم أنزيم tyrosinase المسؤول عن إنتاج المادة الصبغية وبالتالي تتعطل عملية إنتاج صبغة الشعر (الميلانين) ويبدأ الشيب بالظهور.

هل تحدث القرآن عن أسرار هذه الظاهرة؟

والآن يا أحبتي لنتأمل كيف تناول القرآن هذه الظاهرة التي لم تنكشف أسرارها إلا قبل أيام قليلة (23/2/2009)، وقد يعجب المرء من وجود حديث دقيق علمياً في كتاب أُنزل في القرن السابع الميلادي، من أين جاء هذا العلم وما هو مصدره، والجواب إنه الله تعالى الذي جعل كتابه مليئاً بالعجائب والأسرار، لنقرأ هذه الآية العظيمة:

1- يتحدث رب العزة تبارك وتعالى عن عملية اشتعال تحدث في الرأس وتُنتج الشيب، يقول تبارك وتعالى على لسان سيدنا زكريا عندما نادى ربه: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) [مريم: 4]. وفي هذه الآية عدة معجزات:

- الأولى تتعلق بضعف العظام مع تقدم السن، فهذه حقيقة عبر عنها القرآن بكلمة (وَهَنَ) وتؤكد الدراسات أن خلايا العظام تتأثر كثيراً مع تقدم السن. ويقول الباحثون في هذا المجال إن كثافة العظام تصبح أقل مع تقدم العمر، وبالتالي يُصاب الإنسان الهرم بمرض هشاشة العظام Osteoporosis حيث تصبح العظام ضعيفة، وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله: (وَهَنَ الْعَظْمُ)، وهذا التعبير دقيق علمياً لوصف حقيقة المرض. حيث تصبح العظام ضعيفة جداً وقابلة للتكسر تحت أي ضغط.

ويقول الباحثون إن المحافظة على نظام رياضي منتظم ومستمر يؤخر من احتمال الإصابة بهذا المرض، ولذلك أمرنا الله بالمحافظة على الصلوات، فإن الصلاة هي مجهود متكرر تشارك فيه معظم عضلات الجسم، مما يؤدي إلى الحفاظ على نشاط هذه العضلات والمحافظة على كثافة العظام مع تقدم السن.

هناك سبب آخر لهشاشة العظام وهو انخفاض هرمونات الجنس مع تقدم العمر، وهذا يؤثر على كثافة العظام وقوتها. وأفضل تدريب للتخفيف من آثار هشاشة العظام أن نحافظ على الصلوات.



هشاشة العظام مرض يصيب كبار السن، وذلك لأن كفاءة العظام تقل تدريجياً مع تقدم العمر، حيث تضعف العظام، وفي الصورة اليمنى نرى عظماً أصابه الضعف والوهن ونلاحظ أنه مثقب ومليء بالنخور والفراغات. وعلى اليسار عظام طبيعي للمقارنة حيث نلاحظ أنه أكثر قوة وتماسكاً وكثافة.



- المعجزة الثانية هي الإشارة القرآنية إلى حدوث عملية اشتعال كيميائية في الرأس ينتج عنها الشيب، ولو تأملنا الحقيقة العلمية المكتشفة فإن المادة المسؤولة عن التسبب في الشيب هي H2O2 وهي مادة قابلة للاشتعال، ويزيد تركيز هذه المادة مع تقدم السن بشدة، مما يؤدي إلى حدوث تفاعلات كيميائية جديدة في الخلايا تمنع الميلانين من التشكل (مادة بيروكسيد الهيدروجين تهاجم الأنزيمات المسؤولة عن صناعة الأصباغ)، والتشبيه القرآني دقيق علمياً، لأن فيه إشارة خفية إلى حدوث تفاعلات كيميائية تؤدي إلى الشيب وهو ما نراه بالفعل، والله أعلم.

- هناك علاقة غريبة اكتشفها العلماء حديثاً تربط بين هشاشة العظام وشيب الشعر، ويؤكدون أن الوهن الذي يصيب العظام مع تقدم السن يؤثر على عمل الخلايا المسؤولة عن صباغة الشعر، وبالتالي يسرع في ظهور الشيب! والقرآن ربط في آية واحدة بين وهن العظام وشيب الشعر: (وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا)، وهذا يتفق مع الدراسات العلمية التي تربط بين حدوث الشيب وهشاشة العظم.

2- هناك إشارة قرآنية رائعة إلى تأثير العامل النفسي على شيب الشعر، حيث يخبر تعالى عن أمر عظيم سيحدث يوم القيامة وهو أن الولد الصغير سيشيب شعره من أهوال ذلك اليوم، يقول تعالى: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا) [المزمل: 17]. وتخبرنا الدراسات العلمية التي أجراها الباحثون لمعرفة أسرار الشيب أن العوامل النفسية مهمة جداً في تسريع ظهور الشيب، حيث يؤدي الخوف والاضطرابات النفسية إلى سلسلة من الاضطرابات في نظام عمل الأنزيمات ونظام عمل الخلايا مما يؤدي إلى ظهور الشيب.

3- هناك إشارة قرآنية إلى عملية تحول الشعر الملون إلى شعر أبيض مع تقدم السن وارتباطه بضعف في خلايا الجسد بعد أن كانت نشطة قوية، يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54]. والحقيقة العلمية تقول بأن تقدم العمر يؤدي إلى ضعف العمليات الحيوية داخل الخلايا، وبالتالي يقل إفراز المواد الصبغية، ويبدأ الشعر يأخذ اللون الأبيض، لأن الخلايا لم تعد قادرة على إنتاج الصبغة اللازمة لتلوين الشعر، أي هناك ضعف يؤدي إلى الشيب. وهذه الآية من آيات الإعجاز العلمي حيث تشير إلى دورة الحياة، فكفاءة الجسم البشري ليست ثابتة بل تتغير مع تقدم العمر، وهذا ما وجده العلماء حديثاً.

وأخيراً

أود أن أؤكد أن القرآن دقيق من الناحية العلمية وجميع تعابيره تتفق مع الحقائق العلمية اليقينية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سلامة النص القرآني من التحريف أو التبديل، وأنه وصلنا كما أُنزل قبل أربعة عشر قرناً، وصدق الله القائل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9].ـ