طاقة كريهة اسمها الحقد...

تختزن تلكم الطاقة الكريهة في النفس، ويحتقن هذا الشعور المقيت بالباطن ...

يظل دفيناً يتحرك ويشتعل داخلياً كلما رأيت الذي تحقد عليه، أو ذكر اسمه على مسمعك،

أو تذكرت شيئاً من أفعاله وأقواله،
أو مشهداً من المشاهد التي حصلت فيها لهذا الشخص مواقف معك...


يتفاعل ويفور ... يثور ويمور عندك هذا الخلق المنتن...

المسألة بتبسيط:

اختزان وإمساك العداوة والبغض في القلب واستمرار تفاعل بركانها ...


هذا الداء له آثار - جد - مدمرة على نفس الحاقد؛

لأنه يشغل القلب ويتعب الأعصاب، ويقلق البال، ويقض المضجع...

تظلم الدنيا في وجه الحاقد وتضيق به على سعتها...

تتغير معاملته - غالبا - حتى لأهله وأولاده؛

لأن الحقد يضغط عليه من كل جانب، وقد تتسع الدائرة لتشمل الأبرياء.

كما لو كرهت امرأة زوجها لإهانته وشتمه لها وتعذيبها
( وقد تفشى هذا الوباء ، عافانا الله ... رجووولة كاملة !!) فقد تكره الرجال جميعا...



أو يظلم والد ولده ويذيقه ألوان العذاب ويقسو عليه ويحرمه نعمة العطف والحنان،

فيكره الولد الآباء كلهم ... وهكذا....




الحقد في الغالب يكون بين الأقران،
ولذلك فالضرة تحقد على ضرتها، والفقير يحقد على الغني،

وكل من سلب نعمة قد يحقد على من أنعم الله عليه بها ،

وكل صاحب رئاسة قد يحقد على من ينازعه الرئاسة،

وكل إنسان قد يحقد على من يتفوق عليه بشيء،

أو يكشف عواره ومثالبه وأمراضه وضلالاته أمام الآخرين ليحذروه ... وهكذا.




وإذا كان للحاقد سلطة أو قوة فإنه يسعى للانتقام من كل من يظن أنه عدو له ...


والحاقد – أحبتي في طبيعي - فيه شبه من الذين قال الله فيهم:

"..وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ

قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران:119]



يااااه !! تأمل هذه الصورة الشنيعة.."... عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ..."

إن هذا الموتور يعض أطراف أصابعه ( وقد يدميها )على من يحقد عليه...









الحقد داء دفين ليس يحمله إلا جهول مليء النفس بالعلل

مالي وللحقد يشقيني وأحملـه إني إذاً لغبي فاقد الحيل

سلامة الصدر أهنا لي وأرحب لي ومركب المجد أحلى لي من الزلل

إن نمت نمت قرير العين ناعمها وإن صحوت فوجه السعد يبسم لي

وأمتطي لمراقي الجد مركبتي لا حقد يوهن من سعيي ومن عملي










والبرء (أو الشفاء) من الحقد نعمة منه تعالى ....

فليس أهنأ لأحدنا في الحقيقة، ولا أطرد لهمومه، ولا أقر لعينه


من أن يعيش سليم القلب بريئاً من وساوس الضغينة وبراكين الأحقاد ...

مستريحاً من نزعات الحقد الأعمى..





والحاقد ( يا طيبي طبيعي )لا يلتذ - إلا حيوانيا فحسب – بما يطعم ..


فاللبنة والزعتر، الفلافل والزيتون والمكدوس،..... نعم عظيمة ....

حتى البقلاوة ( في حلاوتها ) وغيرها من آلاء ربه عليه ،

لاتغدو سوى مادة للطحن تحت أضراس موبوءة بالغل ، مسوسة بالكراهية العمياء ,,,







أجل ...إن فساد القلب بالضغائن داء وبيل ..

فما أسرع أن يتسرب الإيمان من القلب المغشوش


كما يتسرب الماء من الإناء المثقوب ،


بلا أدنى مقاومة ...