نطلب الشفاء من الله عبر الوسائل المقدسة... أنت من مياه زمزم وهو من مياه مقام القديسة مريم... والآخر من الله... وكلنا تحت عرش الرّحمن ورحمته وسعت كل شيء...
إذن لماذا نحلّل ونكفّر ونحاكم ونزرع الحرب؟؟؟
ماذا سنفعل؟
عليك بنفسك أولاً...
نعم عبادة الأصنام لها مفعولها إذا كان العابد يعبد ما في قلبه... إنك تقدّم الزهور والعطور إلى الله... إلى قلبك الساكن فيه هذا السّر...
وإن لم نعرف المركز الأساسي والرئيسي للعبادة ستكون الهياكل والمعابد والمساجد كلها أصناماً والساجدون عبيد الجهل ولا إيمان في قلب الجاهل...
هذا المعبد يسكن فيه المعبود كما يسكن فيك... الذي شيده وضع قلبه في حجر الأساس... شيَّده للشكر وللذّكر... لندع الخلق تعبد ما تشاء وكيفما تشاء ولنتأمل بأنفسنا...
ماذا فعلت أنا لأستحق هذا الحق؟؟؟
لأُعِد النظر في أعمالي وفي حياتي؟؟؟ الإنسان الذي نذر نفسه لله يرى الله في جميع خلقه ومخلوقاته...
تذكر البعوضة ماذا فعلت... تذكر النمل... ونحن خليفة الله... ماذا نفعل؟
إن الحقيقة لا شكل لها، لا تحدها كلمة ولا قانون ولا حدود... بمجرد أننا نتوسل إلى الله وبإلحاح... الجواب يأتي من أي باب... هو السميع المجيب ...
إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يحب الحجر فلا يستحق رحمةً من خالق الحجر والشجر والبشر...
إن الحياة حيّة في جميع الأشكال الطبيعيّة كلها تسبح الله حسب قدرتها وأثبت العِلم بأن للجماد لغة من ذبذبات نورانية... إن العلم يتقرب إلى الحياة التي هي أبعد من حدود العلم...
لنتذكر معاً... كل كائن عنده الإكتفاء الذاتي للعبادة وفيك انطوى العالم الأكبر...
الإنسان هو مركز دائرة الوجود وجميع المخلوقات في خدمتك أيها الإنسان... ولكن الله هو الأساس وهو لجميع الناس وكلنا عيال الله وعباده... هو لا أحد إلاّ هو... هو نبع الحياة وما على الإنسان إلاّ الاتصال به من مركز الدائرة أي القلب المؤمن إلى المحيط أي إلى الله...
إن كلمة أنا هي الاستكبار... كلمة نحن هي للتوحيد وللتواضع...
العالَم عائلة واحدة متصلة بالحقيقة الواحدة... كلنا من الله وإليه نعود وبه نحيا بالوجود...
الإنسان الجاهل أو الكافر أو الملحد يعتقد بأنه هو الأساس والله لخدمته هو... أطلبُ من الله أن يدفع ديوني ويطعمني ويبني لي القصور ويحقق لي الأحلام... عبدي أطعني... الطاعة لله... الإنسان في طاعة الخالق... وليس العكس... هذه هي الشريعة في كل الطرق وكل الديانات... هذه هي العبادة... هذه هي الصلاة... أن نعرف حدودنا وسبب وجودنا وعبادتنا له وحده ولا شريك معه...
كل ما أفعله يا الله هو لك... أكتب لك... أغنّي لك... أطبخ لك... كل عمل عبادة خالصة لك... أنت الحي الموجود وأنا العبد المأمور...
يا خالق نور السموات والأرض وهذا العبد العابد لك تحت الأرض... مهما تعلمنا ومهما عرفنا ومهما كنّا لا نرى القليل القليل إلاّ بنوره...