|
نشر الوثائق يسبب هزات للدبلوماسية الأميركية (الفرنسية-أرشيف) |
ألقت تسريبات ويكيليكس لنحو ربع مليون وثيقة دبلوماسية أميركية سرية يرجع بعضها لثلاث سنوات مضت نظرة غير مسبوقة على ما يدور وراء الكواليس في السفارات الأميركية في جميع أنحاء العالم وعلى الآراء الصريحة للغاية لزعماء الدول الأجانب والتقييمات الواضحة عن التهديدات النووية والإرهابية.
وبعض هذه الوثائق -التي أوردتها صحيفة نيويورك تايمز وعدد آخر من المؤسسات الإخبارية- كُتبت أواخر فبراير/شباط وكشفت عن مقايضات لإدراة أوباما بشأن أزمات وصراعات.
وقالت الصحيفة إن إفشاء هذه البرقيات يسبب هزات للدبلوماسية الأميركية ويمكن أن يوتر العلاقات مع بعض الدول ويؤثر في الشؤون الدولية بطرق يستحيل التنبؤ بها.
وهذا ما دفع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وسفراء أميركيين حول العالم للاتصال بمسؤولين أجانب لتحذيرهم من الإفشاءات المتوقعة وصدر بيان عن البيت الأبيض يدين بشدة الإفشاء غير المخول لهذه الوثائق السرية والمعلومات الأمنية القومية الحساسة.
واعتبر نشرها عملا مستهترا وخطيرا وحذر من أن بعض تلك "البرقيات المسروقة"، إذا نُشرت كاملة، فإنها قد تعطل العمليات الأميركية في الخارج وتعرض عمل بل وحياة المصادر السرية للدبلوماسيين الأميركيين للخطر.
وأشار بيان البيت الأبيض إلى أن التقارير غالبا ما تتضمن معلومات "صريحة وناقصة في الغالب" وإفشاؤها يمكن أن يؤثر بشدة ليس في مصالح السياسة الخارجية الأميركية فقط ولكن في تلك المتعلقة بحلفاء أميركا وأصدقائها في جميع أنحاء العالم.
وقالت الصحيفة إن البرقيات -التي تمثل عينة ضخمة للحركة اليومية بين وزارة الخارجية الأميركية ونحو 270 سفارة وقنصلية تابعة- تعادل سجل أحداث سري لعلاقات الولايات المتحدة مع العالم في عصر الحرب والإرهاب.
إفشاءات خطيرةومن بين هذه الإفشاءات التي سيتم تفصيلها في الصحيفة خلال الأيام القادمة مواجهة خطيرة مع باكستان بسبب الوقود النووي والمساومة على إخلاء سجن خليج غوانتانامو واشتباهات الفساد في الحكومة الأفغانية وحملة قرصنة حواسيب عالمية تتعلق بالصين.
وتضمنت الوثائق سجلات مختلطة ضد الإرهاب تجعل -بحسب برقية من وزارة الخارجية الأميركية في ديسمبر/كانون الأول الماضي- متبرعين سعوديين ما زالوا ممولين رئيسيين للجماعات السنية المتشددة مثل القاعدة، وأن قطر مضيفة سخية للجيش الأميركي لسنوات، كانت "الأسوأ في المنطقة" في جهود مكافحة الإرهاب. وبحسب البرقية "كان جهاز الأمن القطري مترددا في القيام بعمل ضد إرهابيين معروفين خشية أن يظهر بأنه منحاز إلى الولايات المتحدة مما يثير عمليات انتقامية".
وبرقية تتعلق بتحالف شاذ عن تقارب غير عادي بين رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيطالي سيلفيو برلسكوني. وبرقيات تصف جهد أميركا الفاشل لمنع سوريا من تزويد حزب الله اللبناني بالأسلحة التي كدسها منذ حربه عام 2006 مع إسرائيل.
وبرقيات تتعلق بصدامات مع أوروبا بشأن حقوق الإنسان وتحذير أميركي حاد لألمانيا عام 2007 بعدم تنفيذ أوامر اعتقال بحق مسؤولين في المخابرات المركزية الأميركية وغيرها من البرقيات الحساسة التي تتحدث عن مواقف لزعماء عرب بأسمائهم مثل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وملك السعودية عبد الله والزعيم الليبي معمر القذافي. وبرقيات تتعلق بإنكار مسؤولين إريتريين دعم حركة الشباب الإسلامية في الصومال. وكادت تلك البرقيات تغطي كل بلد في العالم.
وفي سياق متصل أيضا كتبت فايننشال تايمز أن نشر ويكيليكس للدفعة الأولى من نحو 250 ألفا من البرقيات الدبلوماسية الأميركية يفضح تعاملات الولايات المتحدة مع بقية العالم وتقييمات واشنطن للزعماء الأجانب وجعل إدارة أوباما تندفع لمحاصرة الأضرار.