رؤية حول الصراع في المنطقة
- إن من حق أي دولة احتلت أراضيها تحريرها بالطرق المشروعة و ليس عن طريق نقل الصراع إلى دولة مجاورة فتكون تلك الدولة المجاورة هي التي تدفع الفاتورة و الأخرى هي التي تجني الأرباح فهذا ليس من الإنصاف و يسبب ضرراً كبيراً لتلك الدولة و الحق أن الذي يريد أن يحرر أراضيه يفتح الجبهة التي تخصه و بعد ذلك يساعده أخوته .
- إن من حق أي زعيم دولة أن يكون رقماً صعباً في المنطقة وأن يسعى لتحقيق مصالحه و لكن بالطرق المشروعة أما أن يقوم بإثارة المشاكل هنا و هناك في دول مجاورة من أجل تحقيق مصالحه أو إشباع نزواته أوتصدير مشاكله للخارج أوإثبات انه الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه فهذه طريقة غير مشروعة لأنها تسبب ضرراً كبيراً للآخرين( فشر الناس من اتقاه الناس لشره)
- السائد على الساحة العربية و الإسلامية الآن هو الفرقة و عدم الثقة و التصرف على أساس نزوات و أهواء شخصية أو تحقيق مصالح شخصية أو وطنية أو مشاريع خاصة و هذه التصرفات هي التي تأجج الصراع و تدفع بالأمة نحو الهاوية
و للأسف يتم التسويق لها على أنها معركة الأمة و الكثير من الشعوب العربية ينخدع بهذا الترويج و اتخذت قضية فلسطين شماعة لتحقيق هذه الأغراض
و بالتالي فليس من حق أي دولة تلك تصرفاتها أن تتهم الدول الأخرى التي تخالفها الرأي و لا تسير خلفها بالعمالة أو التبعية للأجنبي أو .....
وعلى صاحب التصرف الخاطئ تحمل مسؤولية خطئه و أن لا يرمي الآخرين بالتهم الباطلة .
فهذا أشبه ما يكون بفكر جورج بوش و الفكر التكفيري ( من ليس معنا فهو ضدنا) .
- من أشد أسباب الفرقة بين البلاد العربية هو إصدار الأحكام على أساس معلومات و إشاعات مصدرها الأعداء الذين لا يضمرون لنا الخير أو تخرصات و ظنون لا دليل عليها .
- تأجيل المواجهة المباشرة مع الطرف القوي للوقت المناسب في حال وجود خلل كبير في ميزان القوى و إن كان في ظاهره تنازل - دون التنازل عن الثوابت – لتجنب خسائر بشرية و مادية كبيرة و كذلك مداراته و ترويضه فيه مصلحة للطرف الضعيف و دليل على التعقل و الحكمة و عدم التهور والشعور بالمسؤولية تجاه الشعب , و بالتالي فزج الأمة بصراعات جانبية هنا و هناك نتيجتها معروفة لا يصب في مصلحة الأمة و الشعوب هي المتضرر الأول من ذلك و أكبر دليل هو تجنب الرسول صلوات الله عليه المواجهة يوم صلح الحديبية .
- إن الصراع مع الكيان الصهيوني ليس صراع معه لوحده بل صراع مع العالم الغربي بأجمعه الذي يمتلك القوة في جميع المجالات و بالتالي لا يمكن لأي جهة عربية أو إسلامية حسم المعركة لوحدها لأننا نعاني ضعف مادي و إيماني و أخلاقي فلا بد من تضافر الجهود لتحقيق النصر .
و بالتالي فعلى أي جهة تشعر بنفسها أنها تمتلك القوة المناسبة و تريد فتح الصراع مع هذا الكيان الغاصب التنسيق و تدارس الأمر مع باقي الجهات حتى يكتب لهذا العمل النجاح و حتى يحصد الجميع ثمار هذا النصر و يكتب للجميع و ليس لطرف دون آخر
أما أن يتبجح هذا الطرف بالنصر النسبي و الباقي يدفع الأضرار التي تسبب بها فهذا ليس من الإنصاف و المنطق .
وإذا قامت أي جهة بفتح هذه الجبهة دون تنسيق مسبق مع الأطراف الأخرى فعليها تحمل مسؤولية تصرفها و عدم مطالبة الجهات الأخرى بالوقوف معها و عدم كيل التهم لهم .
و يجب أن نثق يبعضنا و أن لا نزايد على بعضنا فلا يوجد عربي أو مسلم طبعه سليم لا يحب أن ننتصر على الكيان الصهيوني و أعوانه
هذه أهم أسباب الخلاف بين البلاد العربية و الإسلامية من وجهة نظري
و إن أول الطريق باتجاه النصر هو ما ساد به أجدادنا و لسنا بحاجة لتجارب مستوردة
و هو عودتنا إلى ديننا و أخلاقنا و بالتالي سوف تتحقق وحدتنا
أما بوضعنا الحالي هذا إسلامي ملتزم و هذا علماني و هذا ماركسي و هذا ليبرالي و هذا طائفي و هذا لا هذا و لا ذاك فكيف سنتحد و كيف سيكتب لنا النصر .
الكاتب :عبدالحق صادق