محتجون في ''يوم الغضب''
القاهرة، مصر (CNN)-- هتف متظاهرون يوم الثلاثاء، في "يوم الغضب،" حسب ما سمته القوى السياسية المعارضة في مصر، ضد نظام الحكم في البلاد، ورددوا شعرات معادية للرئيس المصري حسني مبارك.وهتف المتظاهرون "يا مبارك يا مبارك.. السعودية في انتظارك،" في إشارة إلى المملكة العربية السعودية التي لجأ إليها الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية في تونس.
وبدأ "يوم الغضب" في مصر صباح الثلاثاء، في أغلب الشوارع الرئيسية والميادين العامة في القاهرة، وأخفقت قوات الأمن فشل في السيطرة على المتظاهرين أغلب الأحيان.
وافترش آلاف المتظاهرين الأرض أمام مبنى التليفزيون المصري، قاطعين طريق كورنيش النيل، وفشل الأمن في منع المتظاهرين من الوصول لمبنى التليفزيون المصري بمنطقة ماسبيرو، فيما كان آلاف آخرون أحاطوا بالمقر الرئيسي للحزب الوطني على كورنيش النيل، بعد أن تجمعوا في مظاهرتين تحركتا من ميدان التحرير ودار القضاء، وتجمع مئات آخرين أمام مبنى جريدة الأهرام مخترقين شارع الجلاء.
واضطرت قوات الأمن لإغلاق مداخل ميدان التحرير، أكبر ميادين القاهرة، لمحاصرة المتظاهرين بما فيها محطات المترو، غير أن المحتجين الذين منعهم الأمن من الانضمام لمتظاهري دار القضاء العالي، تجمعوا في مظاهرة حاشدة اتجهت للمقر الرئيسي للحزب الحاكم على الكورنيش وفيها عدد من المعارضين البارزين، منهم رامي لكح وأيمن نور.
كما تجمع عدة مئات في شارع جامعة الدول العربية، وكسر المتظاهرون الحاجز الأمني متجهين إلى وسط القاهرة وتجمع مئات آخرون في شارع القصر العيني أمام دار الحكمة متجهين إلى ميدان التحرير.
وكان المهندس ممدوح حمزة، وعدد من المتظاهرين افتتحوا "يوم الغضب" في القاهرة، بوقفة احتجاجية في منطقة روكسي بمصر الجديدة، القريبة من مقر رئاسة الجمهورية، بدأت في الساعة الحادية عشرة ولمدة ساعة ونصف الساعة.
وأمام دار القضاء العالي بوسط العاصمة، حاصر الأمن مئات المتظاهرين بدأوا التجمع حول الأكاديمي البارز د. محمد أبو الغار والنائبين السابقين علاء عبد المنعم وجمال زهران، ثم انضم لهم عشرات النشطاء من الإخوان المسلمين على رأسهم النائب السابق محمد البلتاجي والقيادي اليساري أبو العز الحريري والنائب الوفدي السابق محمد مصطفى شردي.
وقال د. محمد أبو الغار لـCNN بالعربية، إن ما حدث يوم الثلاثاء، هو رسالة للنظام المصري من أجل "مزيد من الحريات السياسية، وحل البرلمان المزور، والسيطرة على أسعار السلع الغذائية، ولابد وأن يستجيب النظام في مصر، خاصة وأن استمرار الأوضاع على ما هي عليه سيكون كارثة على البلد."
وأضاف أبوالغار "أرجو أن تصل الرسالة واضحة للرئيس مبارك لحماية مصر من مزيد من الغضب الذي سيجتاح أمامه كل شيء."
من جهته، قال جورج إسحاق عضو الجمعية الوطنية للتغيير، إن "مظاهرة الغضب اليوم هدفها توجيه رسالة قوية إلى النظام والمسئولين المصريين وهي (ارحلوا)، مشيرا إلى انه بحق يوم غضب بمعنى الغضب."
وأوضح إسحاق في تصريحات لـCNN بالعربية، "انه يوم فارق في تاريخ مصر، لاسيما وان من دعوا وشاركوا في هذه المظاهرة لأول مرة مجموعة من الشباب والمواطنين البسطاء وليس قوى المعارضة."
أما الدكتور عصام العريان القيادي في جماعة الأخوان المسلمين المحظورة في مصر، فقال "إنها مظاهرة شعبية اندلعت بناء على رغبة المصريين ولا توجد لها قيادة واضحة، حيث لم تشارك الجماعة باسمها ولكن من خلال الجمعية الوطنية للتغيير."
وأشار العريان إلى أن "قوة المظاهرة تكمن في أنها جاءت بعد تزوير الانتخابات البرلمانية والثورة التونسية، والتي أكد فيها قيادات النظام بأن مصر ليست تونس وكأنهم ليسوا في البلد."
وترددت أنباء عن إغلاق موقع تويتر الاجتماعي الشهير، الذي كان أول المواقع التي دعت إلى يوم الغضب، كما بدا نشطاء الانترنت في التحايل للدخول على الموقع الشهير من خلال برامج مختلفة.
ورفض مسؤولو الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات المصري التعليق على تقارير إغلاق بعض المواقع، وسوء خدمات المحمول في منطقة وسط البلد.