تحطم طائرة حربية ليبية بعد هروب طاقمها بالقرب من بنغازي
بدا اليوم (الأربعاء 2011-02-23) أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قد فقد السيطرة على أقسام واسعة من شرق البلاد، إلا أنه بقي مصمما على قمع الحركة الاحتجاجية التي تعصف بالبلاد والتي أوقعت مئات القتلى حتى الآن وهزت بقوة سلطته على هذا البلد الذي حكمه بيد من حديد طيلة أكثر من 40 عاما.
وإذا كان المجتمع الدولي قد أغدق الكثير من الأوصاف على ما يحصل في ليبيا مثل "حمام دم" و"مجزرة" و"جرائم ضد الإنسانية"، فإنه بالمقابل يبقى عاجزا عن إيجاد الوسيلة القادرة على وقف الزعيم الليبي عند حده ومنعه من مواصلة القمع الدامي الذي ينتهجه.
كلمته المتلفزة مساء الثلاثاء كانت واضحة في الإعلان عما ينوي القيام به. قال "أعطيت أوامر إلى الضباط الأحرار للقضاء على الجرذان"، وخاطب أنصاره بالقول "اخرجوا من بيوتكم إلى الشوارع غدا، أنتم يا من تحبون معمر القذافي، معمر المجد والعزة، واقضوا على الجرذان".
وأمام هذا التدهور نشطت الكثير من الدول في العالم للعمل على إخراج مواطنيها من ليبيا وسط ظروف صعبة، حيث احتشد آلاف الأشخاص في مطار طرابلس سعيا للمغادرة السريعة.
وحسب الحصيلة التي قدمتها السلطات الليبية فإن 300 شخص قتلوا في هذه الانتفاضة منذ الـ15من فبراير الحالي، سقط غالبيتهم في بنغازي المدينة الثانية في البلاد والواقعة على بعد نحو ألف كلم شرق العاصمة.
من جانبه، أعلن الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الإنسان أن أعمال العنف المرتبطة بالاحتجاجات ضد النظام الليبي أسفرت عن سقوط 640 قتيلا على الأقل بينهم 275 في طرابلس و230 في بنغازي.
وتحدث طبيب فرنسي عاد لتوه من بنغازي الأربعاء إلى باريس أن المواجهات في هذه المدينة أسفرت عن "أكثر من 2000 قتيل"، فيما أعلنت إحدى زميلاته لوكالة فرانس برس استقبال عشرات الجرحى في مستشفاهما بين الخميس والأحد.
ويوما بعد يوم، تتسع سيطرة معارضي نظام القذافي. وبدا أنهم سيطروا الأربعاء على قسم كبير من شرق البلاد المحاذي للحدود مع مصر حتى اجدابيا غربا مرورا بطبرق وبنغازي، حسب شهادات على الأرض.
وشوهد مسلحون بجانب جنود انقلبوا على القذافي على الطريق الممتدة حتى طبرق الواقعة غربا على بعد 150 كلم.
وأعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في روما الأربعاء أن "إقليم برقة لم يعد خاضعا لسيطرة الحكومة الليبية وتشهد أنحاء البلاد كافة مواجهات وأعمال عنف".
في طرابلس التي دعا القذافي منها أنصاره إلى النزول إلى الشارع مساء الثلاثاء لقمع المعارضة، لم يشاهد في شوارع العاصمة سوى مجموعات صغيرة تضم عشرات الأشخاص، إضافة إلى سيارات كانت تحمل صور القذافي والأعلام الخضراء وتجول في الشوارع مطلقة العنان لأبواقها.
وبقيت غالبية المحلات التجارية مقفلة في طرابلس وشوهدت طوابير طويلة أمام الأفران ومحطات البنزين.
في مطار طرابلس كان الوضع فوضويا حيث كان المسافرون يتدافعون للحصول على مقعد لمغادرة البلاد حسب ما نقل قائد طائرة مالطية يدعى فيليب أباب بولونيا العائد من العاصمة الليبية.
وتخوف الهلال الأحمر في تونس من تداعيات "كارثية" لنزوح كثيف محتمل من ليبيا المجاورة لتونس.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء من جنيف أنها تستعد لإرسال أطباء وممرضات إلى الدول المجاورة لليبيا.
وقال ستيفن اندرسون المتحدث باسم اللجنة لوكالة فرانس برس "نامل التمكن الخميس من إرسال 3 فرق طبية إلى البلدان المجاورة لليبيا" مضيفا أن "كل فرقة من هذه الفرق تتألف من طبيب وممرضتين وخبير تخدير.
وبعد أيام من التردد بات الاتحاد الأوروبي الأربعاء أقرب إلى فرض عقوبات على ليبيا، حيث أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه مع فرض عقوبات محددة تستهدف خصوصا أركان النظام الليبي.
وقال رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فون رومبوي "شاهدنا جرائم فظيعة غير مقبولة لا يمكن السكوت عنها" في حين اعتبرت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيز أن القذافي "فقد كل شرعية" عندما قرر "قصف مواطنيه".
البيرو كانت سباقة إلى إعلان قطع علاقاتها مع ليبيا احتجاجا على قمع المواطنين الليبيين، في حين من المقرر أن يعقد مجلس حقوق الإنسان جلسة خاصة الجمعة لبحث الوضع في ليبيا.
وتواصلت حركة انفضاض البعض من أركان النظام عن زعيمهم الحاكم منذ أكثر من 40 سنة، فانشق وزير الداخلية عبد الفتاح يونس على غرار وزير العدل مصطفى عبدالجليل قبله، والكثير الكثير من الدبلوماسيين الليبيين المعتمدين في الخارج.
ونقلت صحيفة قورينا الليبية على موقعها على الانترنت أن طائرة حربية ليبية تحطمت غرب بنغازي الأربعاء بعد قيام قائدها ومعاونه بالقفز منها بالمظلات رافضين أوامر عسكرية لقصف المدينة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري في غرفة عمليات قاعدة بنينا الجوية، أن الطائرة الحربية من نوع "سوخوي 22" روسية الصنع تحطمت غرب مدينة اجدابيا الواقعة على بعد 160 كلم جنوب غرب بنغازي.
وأضافت الصحيفة أن "الطائرة وقعت بعد أن رفض قائدها عبدالسلام عطية العبدلي ومعاونه علي عمر القذافي تنفيذ أمر لقصف مدينة بنغازي".
وأضاف المصدر "أن القائد ومعاونه خرجا من الطائرة بواسطة المظلات".
من جهة ثانية، أعلن وكيل وزارة الخارجية الليبي خالد الكعيم أن الصحافيين الذين دخلوا بطريقة غير شرعية إلى ليبيا "خارجون على القانون".
وقال لصحافيين "هناك صحافيون دخلوا ليبيا بطريقة غير شرعية ونعتبر كأنهم يتعاونون مع القاعدة وأنهم خارجون على القانون ولسنا مسؤولين عن أمنهم, وفي حال لم يسلموا أنفسهم للسلطات فسيعتقلون".
وأكد الكعيم في وقت سابق أن تنظيم القاعدة أقام أمارة إسلامية في درنة شرق ليبيا بقيادة معتقل سابق في غوانتانامو، وأنه يستعد لإقامة نظام على "طريقة طالبان".