أكدت وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية في تحليل لها، أن الرئيس حسني مبارك فقد فرصته في خروج مشرف من السلطة بعد ثلاثين عاما من حكم مصر بيد من حديد، وأدعت أن عشرة آلاف متظاهر ضد مبارك في ميدان التحرير تجاهلوا نداء القوات المسلحة بالرحيل عن الميدان، الذي توافد إليه قرابة 3 آلاف من مؤيدي مبارك عبر سلسلة بشرية من المتظاهرين ضد النظام الذين حاولوا الدفاع عن باقية المتظاهرين في الميدان.
وقالت الوكالة، إنه بقول مبارك أثار بعد خطابه مساء أمس الثلاثاء مئات الآلاف من المتظاهرين المطالبين باستقالته الفورية حيث إنهم يرغبون في رحيله الفوري عن البلاد، مضيفة أن ثورة الشارع المصري السلمية تواجه الآن خطر التعرض إلى مزيد من العنف بعد تعهد مبارك باستعادة النظام، والذي من المرجح أنه سيكون عمل جهاز الشرطة المحتقر والوحشي، حيث إنهم يواجهون حشودا من المصريين ممن يزدرون وعد مبارك بالإصلاحات لضمان انتقال سلمي للسلطة.
وقالت الوكالة، إن قرار مبارك بالإمساك بالسلطة، حتى ولو كان لبضع شهور، لما يفعل سوى تعميق ما أصبح أزمة سياسة خارجية الأكبر لمواجهة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تحدث إلى مبارك بعد خطابه مساء أمس الثلاثاء، وأذاع بعدها أنه يريد “انتقال منظم” إلى الحكم الديمقراطي في مصر.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي عربي رفيع في واشنطن، يرفض الكشف عن هويته القول، إن مبارك لا يستطيع الخروج من السلطة، لكنه يرضى على نفسه أن يكون رئيسا سابقا لا أن يكون رئيسا مخلوعا.
وقالت الوكالة إن الجيش المصري ظل لأيام يشرف على المتظاهرين، ويعد بأنه لن يطلق النار على المتظاهرين، لكنه يواجه الآن اختبارا، بل ربما يكون اختيارا بين الشعب المصري ورئيسه مبارك.
وهنا تساءلت إذا ما كانت الجيش الذي وعد بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، أو أنه سوف يحارب بالنيابة عن المتظاهرين، الذين يواجهون قوة الشرطة الغاضبة ويواجهون بالفعل مؤيدي مبارك في الشوارع الآن.